صفحة رقم ٣٠١
وقيل الكوثر القرآن العظيم، وقيل هو النّبوة، والكتاب، والحكمة، وقيل هو كثرة أتباعه، وأمته، وقيل الكوثر الخير الكثير كما فسره ابن عباس
( خ ) عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الكوثر الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه، قال أبو بشر قلت لسعيد بن جبير أن ناساً يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال سعيد النهر الذي في الجنة من الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه، وأصل الكوثر فوعل من الكثرة، والعرب تسمي كل شيء كثير في العدد أو كثير القدر والخطر كوثراً، وقيل الكوثر الفضائل الكثيرة التي فضل بها على جميع الخلق فجميع ما جاء في تفسير الكوثر فقد أعطيه النبي ( ﷺ ) أعطي النبوة، والكتاب، والحكمة، والعلم، والشفاعة، والحوض المورود، والمقام المحمود، وكثرة الأتباع، والإسلام، وإظهاره على الأديان كلها، والنّصر على الأعداء، وكثرة الفتوح في زمنه وبعده إلى يوم القيامة.
وأولى الأقاويل في الكوثر الذي عليه جمهور العلماء، أنه نهر في الجنة كما جاء مبيناً في الحديث
( ق ) عن أنس قال ( بينا رسول الله ( ﷺ ) ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءه ثم رفع رأسه متبسماً، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال أنزلت عليَّ آنفاً سورة، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ) إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر (، ثم قال أتدرون ما الكوثر، قلنا الله ورسوله أعلم قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عزّ وجلّ فيه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة.
آنيته عدد نجوم السماء، فيختلج العبد منهم، فأقول رب إنه من أمتي.
فيقول ما تدري ما أحدث بعدك ) لفظ مسلم وللبخاري قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( لما عرج بي إلى السّماء أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طينه أو طينته مسك أذفر ) شك الراوي عن أنس رضي الله عنه قال ( سئل رسول الله ( ﷺ ) ما الكوثر قال ذلك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزور، قال عمر إن هذه لناعمة فقال رسول الله ( ﷺ ) أكلتها أنعم منها ) أخرجه التّرمذي، وقال حديث حسن صحيح.
عن ابن عمر قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر، والياقوت تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج ) أخرجه التّرمذي، وقال حديث حسن صحيح
( خ ) ( عن عامر بن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قال سألت عائشة عن قوله تعالى ) إنا أعطيناك الكوثر (، فقالت الكوثر نهر أعطيه نبيكم ( ﷺ ) شاطئاه در مجوف آنيته كعدد نجوم السماء )
( ق ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء من شرب منها لا يظمأ أبداً ) زاد في رواية ( وزواياه سواء )
( ق ) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( أمامكم حوضي ما بين جنبيه كما بين جربا وأذرح ) قال بعض الرواة هما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاثة أيام، وفي رواية ( فيه أباريق كنجوم السّماء من ورده فشرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً )
( ق ) عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( ما بين ناحيتي وفي رواية لابتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة ) وفي رواية ( مثل ما بين المدينة وعمان ) وفي رواية قال ( إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء ) ( م ) عن أبي ذر رضي الله عنه قال ( قلت يا رسول الله


الصفحة التالية
Icon