صفحة رقم ٣٠٨
وزعموا أن لست أدعو أحدا
وهم أذل وأقل عددا هم بيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعاً وسجدا
فانصر هداك الله نصراً أيدا
فقال رسول الله ( ﷺ ) :( قد نصرت يا عمرو بن سالم ثم عرض لرسول الله ( ﷺ ) عنان من السماء، فقال إن هذه السحابة لتشهد بنصر بني كعب )، وهم رهط عمرو بن سالم، ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله ( ﷺ ) المدينة فأخبروه بما أصيب منهم، وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم ثم انصرفوا راجعين إلى مكة، وقد كان رسول الله ( ﷺ ) قال للناس ( كأنكم بأبي سفيان قد جاء يشدد في العقد ويزيد في المدة )، ومضى بديل بن ورقاء وأصحابه حتى لقوا أبا سفيان بعسفان قد بعثته قريش إلى رسول الله ( ﷺ ) يشدد في العقد ويزيد في المدة وقد رهبوا من الذي صنعوا، فلما لقي أبو سفيان بديلاً قال : من أين أقبلت يا بديل وظن أنه أتى رسول الله ( ﷺ ) قال : سرت في خزاعة في هذا الساحل، وفي بطن هذا الوادي قال : وهل أتيت محمداً قال : لا فلما راح بديل إلى مكة قال أبو سفيان لئن كان جاء المدينة لقد علف منها النوى فعمد إلى مبرك ناقته فأخذ من بعرها ففته فرأى فيه النوى فقال أحلف بالله لقد جاء بديل محمداً ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله ( ﷺ ) المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله ( ﷺ ) طوته عنه فقال : أي بنية أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني فقالت بل هو فراش رسول الله ( ﷺ )، وأنت رجل مشرك نجس لم أحب أن تجلس على فراش رسول الله ( ﷺ ) فقال : والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر، ثم خرج حتى أتى رسول الله ( ﷺ ) فكلمه، فلم يرد عليه شيئاً، ثم ذهب إلى أبي بكر، فكلمه أن يكلم له رسول الله ( ﷺ ) فقال : ما أنا بفاعل، ثم أتى عمر بن الخطاب، فكلمه فقال انا لا أشفع لك إلى النبي ( ﷺ ).
فوالله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به، ثم خرج فدخل على علي بن أبي طالب، وعنده فاطمة بنت رسول الله ( ﷺ ) وعندها الحسن بن علي غلاماً يدب بين يديها فقال : يا علي إنك أمس القوم بي رحماً، وأقربهم مني قرابة، وقد جئت في حاجة فلا أرجعن كما جئت خائباً، فاشفع لي إلى رسول الله ( ﷺ ) فقال : ويحك يا أبا سفيان لقد أرى عزم رسول الله ( ﷺ ) على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه.
فالتفت إلى فاطمة وقال : يا بنت محمد هل لك أن تأمري بنيك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر.
فقالت : والله ما بلغ بني أن يجير بين الناس، وما يجير أحد على رسول الله ( ﷺ ) فقال : يا أبا الحسن