صفحة رقم ٣١٨
والثاني أخرج مخرج الخبر كما يقال أهلكه الله، وقد هلك وقيل تبت يدا أبي لهب، يعني ماله وملكه، كما يقال فلان قليل ذات اليد يعنون به المال، وتب يعني نفسه أي وقد أهلكت نفسه ) ما أغنى عنه ماله وما كسب ( قال ابن مسعود : لما دعا رسول الله ( ﷺ ) أقرباءه إلى الله تعالى قال أبو لهب : إن كان ما تقول يا ابن أخي حقاً، فأنا أفتدي نفسي بمالي وولدي، فأنزل الله تعالى :( ما أغنى عنه ماله (، أي شيء يغني عنه ماله، أي ما يدفع عنه عذاب الله، وما كسب يعني من المال، وكان صاحب مواشٍ، أي ما جمع من المال أو ما كسب من المال، أي الربح بعد رأس ماله، وقيل وما كسب يعني ولده لأن ولد الإنسان من كسبه، كما جاء في الحديث ' إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أولا دكم من كسبكم ' أخرجه الترمذي ثم أوعده بالنار فقال تعالى ) سيصلى نارا ذات لهب ( أي نارا تلتهب عليه ) _ وامراته ( يعني أم جميل بنت حرب ين أمية أخت أبي سفيان ابن حرب عمة معاوية بن أبي سفيان وكانت يفي نهاية العداوة لرسول الله ( ﷺ ) ) حمالة الحطب ( قيل كان تحمل الشوك والحسك والعضاة بالليل فتطرحه يفي طريق رسول الله ( ﷺ ) وأصحابه لتؤذيهم بذلك ويه رواية عن ابن عباس فإن قلت إنها كانت من بيت العز والشرف فكيف يليق بها حمل الحطب قلتا يحتمل أنها كانت مع كثرة مالها وشرفها في نهاية البخل والخسة فكان يحملها بخلها على حمل الحطب بنفسها ويحتمل أنها كانت تفعل ذلك لشدة عداوتها لرسول الله ( ﷺ ) ولا ترى أنها تستعين في ذلك بأحد بل تفعله هي بتفسها وقيل كانت تمشي في النميمة وتنقل الحديث وتلقي العداوة بين الناس وتوقد نارها كما توقد النار الحطب يقال فلان يحطب على فلان إذا كان يغري به وقيل حمالة الخطايا والآثام التيحملتها في عداوة رسول الله ( ﷺ ) لأنها كانت كالحطب في مصيرها إلى النار ) في جيدها ( أي عنقها ) حبل من مسد ( قال ابن عباس سلسة من حديد ذرعها سبعون ذراعا تدخل من فيها وتخرج من دبرها ويكون سائرها في عنقها فتلت من حديد فتلا محكما وقيل هو حجبل من ليف وذلك الحبل هو الذي كانت تختطب به فبينما هي ذات يوم حامله الحزمة أعيت فقعدت على حجر أتاها ملك فجذبها ملك فجذبها من خلفها فأهلكها وقيل هو حبل من


الصفحة التالية
Icon