صفحة رقم ٣٢٦
عادته أن يخنس أي يتأخر.
قيل إن الشيطان جاثم على قلب الإنسان، فإذا غفل وسها وسوس، وإذا ذكر الله تعالى خنس الشيطان عنه، وتأخر وقال قتادة الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب وقيل كخرطوم الخنزير في صدر الإنسان فإذا ذكر العبد ربه خنس، ويقال رأسه كرأس الحية واضع رأسه على ثمرة القلب يمسه ويجذبه، فإذا ذكر الله تعالى خنس وإذا لم يذكر الله تعالى رجع، ووضع رأسه على القلب فذلك قوله تعالى :( الذي يوسوس في صدور الناس ( يعني بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع، والمراد بالصدر القلب ) من الجنة ( يعني الجن ) والناس ( وفي معنى الآية وجهان :
أحدهما : أن الناس لفظ مشترك بين الجن والإنس، ويدل عليه قول بعض العرب جاء قوم من الجن، فقيل من أنتم قالوا أناس من الجن، وقد سماهم الله تعالى رجالاً في قوله ) يعوذون برجال من الجن ( " فعلى هذا يكون معنى الآية ؛ أن الوسواس الخناس يوسوس للجن كما يوسوس للإنس.
الوجه الثاني : أن الوسواس الخناس قد يكون من الجنة، وهم الجن وقد يكون من الإنس، فكما أن شيطان الجن قد يوسوس للإنسان تارة، ويخنس أخرى، فكذلك شيطان الإنس قد يوسوس للإنسان كالنّاصح له فإن قبل زاد في الوسوسة، وإن كره السامع ذلك انخنس وانقبض فكأنه تعالى أمر أن يستعاذ به من شر الجن والإنس جميعاً
( ق ) عن عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن رسول الله ( ﷺ ) كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم ينفث فيهما، فيقرأ ) قل هو الله أحد (، و ) قل أعوذ برب الفلق )


الصفحة التالية
Icon