صفحة رقم ٤٩
( ﷺ ) كان قد نهاهم عن النجوى فعصوه وعادوا إليها وقيل معناه يوصي بعضهم بعضاً بمعصية الرسول ) وإذا جاؤوك ( يعني اليهود ) حيوك بما لم يحيك به الله ( وذلك أن اليهود كانوا يدخلون على النبي ( ﷺ ) ويقولون السام عليك والسام الموت وهم يوهمونه بأنهم يسلمون عليه وكان النبي ( ﷺ ) يرد فيقول عليكم ) ويقولون في أنفسهم ( يعني إذا خرجوا من عنده قالوا ) لولا يعذبنا الله بما نقول ( يريدون لو كان نبياً لعذبنا الله بما نقول من الاستخفاف به قال الله تعالى :( حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير ( المعنى أن تقديم العذاب إنما يكون بحسب المشيئة والمصلحة وإذا لم تقتض المشيئة والمصلحة تقديم العذاب فعذاب جهنم يوم القيامة كافيهم
( ق ) عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت )
المجادلة :( ٩ - ١٠ ) يا أيها الذين...
" يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون " ( قوله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ( في المخاطبين بهذه الآية قولان أحدهما أنه خطاب للمؤمنين وذلك أنه لما ذم اليهود والمنافقين على التناجي بالإثم والعدوان ومعصية الرسول أتبعه بأن نهى المؤمنين أن يسلكوا مثل طريقهم وأن يفعلوا كفعلهم فقال لا تتناجوا بالإثم وهو ما يقبح من القول والعدوان وهو ما يؤدي إلى الظلم ومعصية الرسول وهو ما يكون خلافاً عليه.
والقول الثاني : وهو الأصح أنه خطاب للمنافقين والمعنى.
يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم وقيل آمنوا بزعمهم كأنه قال لهم لا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ) وتناجوا بالبر والتقوى ( أي بالطاعة وترك المعصية ) واتقوا الله الذي إليه تحشرون إنما النجوى من الشيطان ( أي من تزيين الشيطان وهو ما يأمرهم به.
من الإثم والعدوان ومعصية الرسول ) ليحزن الذين آمنوا ( إنما يزين ذلك ليحزن المؤمنين
( ق ) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث ) زاد ابن مسعود في رواية ( فإن ذلك يحزنه ) وهذه الزيادة لأبي داود ) وليس بضارهم شيئاً ( يعني ذلك التناجي وقيل الشيطان ليس بضارهم شيئاً ) إلا بإن الله ( أي إلا ما أراد الله تعالى وقيل إلا بإذن الله في الضر ) وعلى الله فليتوكل المؤمنون ( أي فليكل المؤمنون أمرهم إلى


الصفحة التالية
Icon