صفحة رقم ٥
نوراً ( " وقيل أراد يخرج من أحدهما فحذف المضاف وقيل لما التقى البحران فصارا كالشيء الواحد جاز أن يقال يخرج منهما كما يقال يخرج من البحر ولا يخرج من جميع البحر ولكن من بعضه وقيل يخرج من السماء وماء البحر قيل إذا أمطرت السماء تفتح الأصداف أفواهها فحيثما وقعت قطرة صارت لؤلؤة على قدر القطرة، وقوله تعالى :( اللؤلؤ ( قيل هو ما عظم من الدر ) والمرجان ( صغاره وقيل بعكس ذلك وقيل المرجان هو الخرز الأحمر ) فبأي آلاء ربكما تكذبان وله الجوار ( يعني السفن الكبار ) المنشآت ( أي المرفوعات التي يرفع خشبها بعضه على بعض وقيل هي ما رفع قلعها من السفن أما ما لم يرفع قلعها فليست من المنشآت وقيل معنى المنشآت المحدثات المخلوقات المسخرات ) في البحر كالأعلام ( أي كالجبال جمع علم وهو الجبل الطويل شبه السفن في البحر بالجبل في البر ) فبأي آلاء ربكما تكذبان (.
الرحمن :( ٢٦ - ٣١ ) كل من عليها...
" كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فبأي آلاء ربكما تكذبان يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن فبأي آلاء ربكما تكذبان سنفرغ لكم أيها الثقلان " ( ) كل من عليها ( أي على الأرض من حيوان وإنما ذكره بلفظة من تغليباً للعقلاء ) فان ( أي هالك لأن وجود الإنسان في الدنيا عرض فهو غير باق وما ليس بباق فهو فان ففيه الحث على العبادة وصرف الزمن اليسير إلى الطاعة ) ويبقى وجه ربك ( يعني ذاته والوجه يعبر به عن الجملة.
وفي المخاطب وجهان أحدهما أنه كل واحد والمعنى ويبقى وجه ربك أيها الإنسان السامع.
والوجه الثاني : أنه يحتمل أن الخطاب مع النبي ( ﷺ ) ) ذو الجلال ( أي ذو العظمة والكبرياء ومعناه الذي يجله الموحدون عن التشبيه بخلقه ) والإكرام ( أي المكرم لأنبيائه وأوليائه وجميع خلقه بلطفه وإحسانه إليهم مع جلاله وعظمته ) فبأي ألاء ربكما تكذبان ( عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( ﷺ ) ( ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام ) أخرجه الترمذي وقال الحاكم حديث صحيح الإسناد ومعنى ألظوا الزموا هذه الدعوة وأكثروا منها.
قوله تعالى :( يسأله من في السموات والأرض ( يعني من ملك وإنس وجن فلا يستغني عن فضله أهل السموات والأرض قال ابن عباس فأهل السموات يسألونه المغفرة وأهل الأرض يسألونه الرزق والمغفرة وقيل كل أحد يسأل الرحمة وما يحتاج إليه في دينه أو دنياه وفيه إشارة إلى كمال قدرة الله تعالى وأن كل مخلوق وإن جل وعظم فهو عاجز عن تحصيل ما يحتاج إليه مفتقر إلى الله تعالى :( كل يوم هو في شأن ( قيل نزلت رداً على اليهود حيث قالوا إن الله لا يقضي يوم السبت شيئاً قال المفسرون من شأنه أنه يحيي ويميت ويرزق ويعز قوماً ويذل قوماً ويشفي


الصفحة التالية
Icon