صفحة رقم ٥٣
الصدقة ليتركوا هذه المناجاة ولما كانت هذه المناجاة أولى بأن تترك لم يعملوا بها وليس فيها طعن على أحد منهم، وقوله :( ذلك خير لكم ( يعني تقديم الصدقة على المناجاة لما فيه من طاعة الله وطاعة رسوله ) وأطهر ( أي لذنوبكم ) فإن لم تجدوا ( يعني الفقراء الذين لا يجدون ما يتصدقون به ) فإن الله غفور رحيم ( يعني أنه تعالى رفع عنهم ذلك ) أأشفقتم ( قال ابن عباس أبخلتم والمعنى أخفتم العيلة والفاقة إن قدمتم وهو قوله ) أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا ( أي ما أمرتم به، ) وتاب الله عليكم ( أي تجاوز عنكم ونسخ الصدقة قال مقاتل بن حيان كان ذلك عشر ليال ثم نسخ، وقال الكلبي ما كان إلا ساعة من نهار ثم نسخ ) فأقيموا الصلاة ( أي المفروضة ) وآتوا الزكاة ( أي الواجبة ) وأطيعوا الله ورسوله ( أي فيما أمر ونهى ) والله خبير بما تعملون ( أي إنه محيط بأعمالكم ونيتكم.
قوله عز وجل :( ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم ( نزلت في المنافقين وذلك أنهم تولوا اليهود ونصحوهم ونقلوا أسرار المؤمنين إليهم فأراد بقوله قوماً غضب الله عليهم اليهود ) ما هم ( يعني المنافقين ) منكم ( أي من المؤمنين في الدين والولاء ) ولا منهم ( يعني ولا من اليهود ) ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ( أي أنهم كذبة ( نزلت في عبد الله بن نبتل المنافق وكان يجالس رسول الله ( ﷺ ) ويرفع حديثه إلى اليهود فبينا رسول الله ( ﷺ ) في حجرة من حجره إذ قال يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار ينظر بعيني شيطان فدخل عبد الله بن نبتل وكان أزرق العينين فقال له النبي ( ﷺ ) علام تشتمني أنت وأصحابك فحلف بالله ما فعل وجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه فأنزل الله هذه الآية ) ) أعد الله لهم عذاباً شديداً إنهم ساء ما كانوا يعملون اتخذوا أيمانهم ( يعني الكاذبة ) جنة ( أي يستجنون بها من القتل ويدفعون بها عن أنفسهم وأموالهم ) فصدوا عن سبيل الله ( يعني أنهم صدوا المؤمنين عن جهادهم بالقتل وأخذ أموالهم بسبب أيمانهم، وقيل معناه صدوا الناس عن دين الله الذي هو الإسلام ) فلهم عذاب مهين ( يعني في الآخرة.
المجادلة :( ١٧ - ٢٢ ) لن تغني عنهم...
" لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون " ( ) لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم ( يوم القيامة ) من الله شيئاً أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له ( يعني كاذبين أنهم ما كانوا مشركين