صفحة رقم ٥٧
من نصر المنافقين فسألوا رسول الله ( ﷺ ) الصلح فأبى عليهم إلا أن يخرجوا من المدينة على ما يأمرهم به فقبلوا ذلك فصالحهم على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من أموالهم إلا الحلقة وهي السلاح وعلى أن يخلوا لهم ديارهم وعقارهم وسائر أموالهم.
الحشر :( ٢ ) هو الذي أخرج...
" هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار " ( ) هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب ( يعني بني النضير ) من ديارهم ( يعني التي كانت بالمدينة.
قال ابن إسحاق كان إجلاء بني النضير مرجع النبي ( ﷺ ) من أحد، وفتح قريظة مرجعه من الأحزاب وبينهما سنتان ) لأول الحشر ( قال الزهري كانوا من سبط لم يصبهم جلاء فيما مضى وكان الله قد كتب عليهم الجلاء ولولا ذلك لعذبهم في الدنيا قال ابن عباس من شك أن المحشر بالشام فليقرأ هذه الآية فكان هذا أول حشر إلى الشام قال النبي ( ﷺ ) أخرجوا قالوا إلى أين ؟ قال إلى أرض المحشر ثم يحشر الخلق يوم القيامة إلى الشام وقيل إنما قال لأول الحشر لأنهم كانوا أول من أجلي من أهل الكتاب من جزيرة العرب ثم أجلي آخرهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل كان هذا أول الحشر من المدينة والحشر الثاني من خيبر وجميع جزيرة العرب إلى أذرعات وأريحاء من أرض الشام في أيام عمر، وقيل كان هذا أول الحشر والحشر الثاني نار نحشرهم يوم القيامة من المشرق إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ) ما ظننتم ( يعني أيها المؤمنين ) أن يخرجوا ( أي من المدينة لعزتهم ومنعتهم وذلك أنهم كانوا أهل حصون وعقار ونخل كثير ) وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ( أي وظن بنو النضير أن حصونهم تمنعهم من سلطان الله ) فأتاهم الله ( أي أتاهم أمر الله وعذابه ) من حيث لم يحتسبوا ( وهو أن الله أمر نبيه ( ﷺ ) بقتالهم وإجلائهم وكانوا لا يظنون ذلك، ) وقذف في قلوبهم الرعب ( أي الخوف الشديد بقتل سيدهم كعب بن الأشرف ) يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ( قال الزهري وذلك أن النبي ( ﷺ ) لما صالحهم على أن لهم ما أقلت الإبل كانوا ينظرون إلى الخشب في منازلهم فيهدمونها وينزعون ما استحسنوه منها فيحملونه على إبلهم