صفحة رقم ٧٧
وأظهروا لهم العداوة والبراءة وعلم الله شدة وجد المؤمنين بذلك فأنزل الله تعالى ) عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم ( أي من كفار مكة ) مودة ( ففعل الله تعالى ذلك بأن أسلم كثير منهم فصاروا لهم أولياء وإخواناً وخالطوهم وناكحوهم وتزوج النبي ( ﷺ ) أم حبيبة بنت أبي سفيان ولان لهم أبو سفيان ) والله قدير ( أي علي جعل المودة بينكم ) والله غفور رحيم ( أي لمن تاب منهم وأسلم ثم رخص في صلة الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم فقال تعالى :( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم ( أي لا ينهاكم الله عن بر الذين لم يقاتلوكم ) وتقسطوا إليهم ( أي وتعدلوا فيهم بالإحسان إليهم والبر ) إن الله يحب المقسطين ( أي العادلين قال ابن عباس نزلت في خزاعة وذلك أنهم صالحوا رسول الله ( ﷺ ) على أن لا يقاتلوه ولا يعينوا عليه أحداً فرخص الله في برهم وقال عبد الله بن الزبير نزلت في أمه وهي أسماء بنت أبي بكر وذلك أن أمها قتيلة بنت عبد العزى قدمت عليها المدينة بهدايا ضباباً وأقطاً وسمناً وهي مشركة فقالت أسماء لا أقبل منك هدية ولا تدخلي عليّ بيتاً حتى أستأذن رسول الله ( ﷺ ) فسألته فأنزل الله تعالى هذه الآية فأمرها رسول الله ( ﷺ ) أن تدخلها منزلها وأن تقبل هديتها وتكرمها وتحسن إليها (،
( ق ) عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما قالت ) قدمت على أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله ( ﷺ ) ومدتهم فاستفتيت رسول الله ( ﷺ ) فقلت يا رسول الله إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة أفأصلها قال نعم صليها (، زاد في رواية قال ابن عيينة فأنزل الله فيها ) لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ( ثم ذكر الله الذي نهى عن صلتهم وبرهم
الممتحنة :( ٩ - ١٠ ) إنما ينهاكم الله...
" إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم " ( ) إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم ( وهم مشركو مكة ) أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ( قوله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ( الآية
( خ ) عن عروة بن الزبير أنه سمع مروان والمسور بن مخرمة يخبران عن أصحاب رسول الله ( ﷺ )، وقال لما كاتب سهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترط سهيل بن عمرو عن النبي ( ﷺ ) إنه لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا وخليت بيننا وبينه وكره المؤمنون ذلك وأبي سهيل إلا ذلك فكاتبه النبي صلى الله