صفحة رقم ٨١
قوله تعالى :( واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون (.
الممتحنة :( ١٢ - ١٣ ) يا أيها النبي...
" يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور " ( ) يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ( الآية قال المفسرون لما فتح رسول الله ( ﷺ ) مكة وفرغ من بيعة الرجال وهو على الصفا أتته النساء يبلغنه وعمر بن الخطاب أسفل منه يبلغهن عنه وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متنقبة متنكرة مع النساء خوفاً من رسول الله ( ﷺ ) أن يعرفها فقال رسول الله ( ﷺ ) أبايعهن ) على أن لا يشركن بالله شيئاً ( فرفعت هند رأسها وقالت والله إنك لتأخذ علينا أمراً وما رأيناك أخذته على الرجال وكان قد بايع الرجال يومئذ على الإسلام والجهاد فقط فقال النبي ( ﷺ ) ) ولا يسرقن ( فقالت هند إن أبا سفيان رجل شحيح وإني أصبت من ماله هنات فلا أدري يحل لي أم لا فقال أبو سفيان ما أصبت من شيء فيما مضى وفيما غبر فهو حلال فضحك النبي ( ﷺ ) وعرفها فقال لها وإنك لهند بنت عتبة قالت نعم فاعف عما سلف عفا الله عنك فقال ) ولا يزنين ( فقالت هند أو تزني الحرة ؟ فقال ) ولا يقتلن أولادهن ( فقالت هند ربيناهم صغاراً وقتلتموهم كباراً فأنتم وهم أعلم وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قد قتل يوم بدر فضحك عمر حتى استلقى وتبسم رسول الله ( ﷺ ) ) ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ( فقالت هند والله إن البهتان لقبيح وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق، ) ولا يعصينك في معروف ( فقالت هند ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء فأقر النسوة بما أخذ عليهم من البيعة قال ابن الجوزي