صفحة رقم ٨٩
الخضمات قلت له كم كنتم يومئذ ؟ قال أربعون ( أخرجه أبو داود وأما أول جمعة جمعها رسول الله ( ﷺ ) فذكر أصحاب السير أن النبي ( ﷺ ) لما دخل المدينة مهاجراً نزل قباء على بني عمرو بن عوف وذلك يوم الاثنين لثنتي عشرة خلت من ربيع الأول حين امتد الضحى فأقام بقباء يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجدهم ثم خرج من بين أظهرهم يوم الجمعة عامداً إلى المدينة فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واديهم وقد اتخذوا في ذلك الموضع مسجداً فجمع فيه رسول الله ( ﷺ ) وخطب.
وقوله تعالى :( فاسعوا إلى ذكر الله ( أي فامضوا إليه واعملوا له وليس المراد من السعي الإسراع في المشي وإنما المراد منه العمل وكان عمر بن الخطاب يقرأ فامضوا إلى ذكر الله وقال الحسن أما والله ما هو بالسعي على الاقدام ولقد نهوا أن يأتوا إلى الصلاة إلا وعليهم السكينة والوقار ولكن بالقلوب والنية والخشوع.
وعن قتادة في هذه الآية فاسعوا إلى ذكر الله قال السعي أن تسعى بقلبك وعملك وهو المشي إليها وكان يتأول قوله :( فلما بلغ معه السعي ( " بقوله فلما مشى معه
( ق ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) وفي رواية ( فإذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وأتوها تمشون وعليكم السكينة ) وذكره زاد مسلم ( فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في الصلاة ) والمراد بقوله فاسعوا إلى ذكر الله الصلاة وقال سعيد بن المسيب هو موعظة الإمام ) وذروا البيع ( يعني البيع والشراء لأن البيع اسم يتناولهما جميعاً وهو من لوازمه وإنما يحرم البيع والشراء عند الأذان الثاني وقال الزهري عند خروج الإمام وقال الضحاك إذا زالت الشمس حرم البيع والشراء ) ذلكم ( أي الذي ذكرت من حضور الجمعة وترك البيع والشراء ) خير لكم ( أي من المبايعة في ذلك الوقت ) إن كنتم تعلمون ( أي من مصالح أنفسكم والله تعالى أعلم.
( فصل في فضل الجمعة وأحكامها وإثم تاركها )
وفيه مسائل :
( المسألة الأولى ) : في فضلها ( م ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى