صفحة رقم ٩٨
وذلك إذا رأوا المؤمنين أقروا بالإيمان ) ثم كفروا ( أي في السر وذلك إذا خلوا مع المشركين وفيه تأكيد لقوله والله يشهد إنهم لكاذبون ) فطبع على قلوبهم ( أي بالكفر ) فهم لا يفقهون ( أي الإيمان وقيل لا يتدبرون القرآن.
المنافقون :( ٤ - ٦ ) وإذا رأيتهم تعجبك...
" وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين " ( ) وإذا رأيتهم ( يعني المنافقين مثل عبد الله بن أبي ابن سلول ) تعجبك أجسامهم ( يعني أن لهم أجساماً ومناظر حسنة ) وإن يقولوا تسمع لقولهم ( أي فتحسب أنه صدق قال ابن عباس كان عبد الله بن أبي ابن سلول جسيماً فصيحاً ذلق اللسان فإذا قال سمع النبي ( ﷺ ) قوله ) كأنهم خشب مسندة ( أي أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام شبههم بالخشب المسندة إلى جدر وليست بأشجار مثمرة ينتفع بها ) يحسبون كل صيحة عليهم ( يعني أنهم لا يسمعون صوتاً في العسكر بأن ينادي مناد أو تنفلت دابة أو تنشد ضالة إلا ظنوا من خبثهم وسوء ظنهم أنهم يرادون بذلك وظنوا أنهم قد أتوا لما في قلوبهم من الرعب وقيل إنهم على خوف ووجل من أن ينزل فيهم أمر يهتك أستارهم ويبيح دماءهم وتم الكلام عند قوله عليهم ثم ابتدأ فقال تعالى :( هم العدو فاحذرهم ( أي لا تأمنهم فإنهم وإن كانوا معك ويظهرون تصديقك أعداء لك فاحذرهم ولا تأمنهم على سرك لأنهم عيون لأعدائك من الكفار ينقلون إليهم أسرارك ) قاتلهم الله ( أي لعنهم الله ) أنى يؤفكون ( أي يصرفون عن الحق.
قوله تعالى :( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ( أي أمالوها وأعرضوا بوجوههم رغبة عن الاستغفار ) ورأيتهم يصدون ( أي يعرضون عما دعوا إليه ) وهم مستكبرون ( أي عن استغفار رسول الله ( ﷺ ) لهم ) سواء عليهم أستغفرت لهم ( أي يا محمد ) أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين (.
( ذكر القصة : في سبب نزول هذه الآية )
قال محمد بن إسحاق وغيره من أصحاب السير إن رسول الله ( ﷺ ) بلغه أن بني المصطلق


الصفحة التالية
Icon