قوله تعالى :! ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ) { < المائدة :( ٨٣ ) وإذا سمعوا ما..... > > [ الآية : ٨٣ ]. قال ابن عطاء : كادت جوارحهم وقلوبهم أن تنطق بقبول الوحي قبل سماعه في مشاهدة المصطفى ﷺ فلما سمعوا منه لم يطيقوا إلا ببكاء فرح أو بكاء حسرة أو بكاء دهشة أو بكاء حركة أو بكاء معرفة، كما قال الله تعالى :! ( مما عرفوا من الحق ) !. وقال بعضهم في هذه الآية : كان فيهم ثلاثة أشياء : الدعاء والبكاء والرضاء. فالدعاء على الجفاء، والبكاء على العطاء، والرضاء بالقضاء وكل أحد يدعي المعرفة ولا تكون فيه هذه الثلاثة فليس بصادق في دعواه. قوله تعالى :! ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ) { < المائدة :( ٨٧ ) يا أيها الذين..... > > [ الآية : ٨٧ ]. قال سهل : هو الرفق بالأسباب من غير طلب ولا إشراف نفس، وقد يبدو الرفق بالسبب لأهل المعرفة على الظاهر وهم يأخذونه من المسبب على الحقيقة. وقال أبو عثمان : لا تحرموا على أنفسكم المكاسب وطلب القوت الحلال من ذلك ولا تعتدوا لانزواء رازقا سواه، فإنه الرازق. والرازق ربما أوصل إليك رزقك بسبب وربما قطعك عن الأسباب وردك إلى الأخذ منه. قوله تعالى :! ( كلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا ) { < المائدة :( ٨٨ ) وكلوا مما رزقكم..... > > [ الآية : ٨٨ ]. قال بعضهم : رزقك الذي رزقك ما هو من غير حركة منك ولا استشراف، وهو الطيب الحلال يحلك محل الدعة ويطيب قلبك بتناوله. قوله تعالى :! ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ) { < المائدة :( ٩٢ ) وأطيعوا الله وأطيعوا..... > > [ الآية : ٩٢ ]. قال الواسطي رحمة الله عليه في هذه الآية : الحذر لا يزول عن العبد، وإن كان مدرجا تحت الصفات ولولا ذلك لبسطه العلم إلى شرط الجور وقلة المبالاة بالأفعال، ولكن الآداب في إقامة الموافقات كلما ازدادت السرائر به علما ازدادت له خشية. وقال ابن العزمي : الحذر انكسار القلب. وقال أيضا : معنى الحذر مراقبة القلب. وقال الواسطي :! ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ) ! أي : لا تلاحظوا طاعاتكم فتسقطوا عن درجة الكمال.