أنه ليس للطاعة ولا للمعصية عنده قدر. قال الجنيد رحمة الله عليه : ظن أن لن نقدر نريه قدر نفسه في سخطه على عبادنا. وقال في قوله :! ( إني كنت من الظالمين ) ! : أي من الجاهلين، أنك لا تقرب بطاعة، ولا تبعد بمعصية. قال الواسطي رحمة الله عليه في قوله :! ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا ) ! إلى قوله ! ( ننجي المؤمنين ) ! إذا عرفوا أحسنوا الدعاء وأحسنوا طريقة السؤال بدأ بالتوحيد لا إله يقدر على ما فعلت إلا أنت سبحانك نزهه عن الظلم وقرفوا عليه في فعله به ونسب الظلم إلى نفسه اعترافا واستحقاقا. قوله تعالى ذكره :! ( وكذلك ننجي المؤمنين ) { < الأنبياء :( ٨٨ ) فاستجبنا له ونجيناه..... > > [ الآية : ٨٨ ]. قال الجنيد : من همومهم وكروبهم بالإخلاص والصدق والافتقار، والالتجاء، وحقيقة حسن الاعتراف وإظهار الاستسلام. قوله تعالى ذكره :! ( وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا ) { < الأنبياء :( ٨٩ ) وزكريا إذ نادى..... > > [ الآية : ٨٩ ]. قال جعفر : لا تجعلني ممن لا سبيل له إلى مناجاتك، والتزين بزينة خدمتك. وقال أيضاً : فردا عنك، لا يكون لي سبيل إليك. قال ابن عطاء في قوله :! ( لا تذرني فردا ) ! أي خاليا من عصمتك. وقال الجنيد رحمة الله عليه : أي لا تجعلني غافلا عنك معرضا من ذكرك. قوله تعالى ذكره :! ( ويدعوننا رغبا ورهبا ) { < الأنبياء :( ٩٠ ) فاستجبنا له ووهبنا..... > > [ الآية : ٩٠ ]. قال الواسطي رحمة الله عليه : أمر الله تعالى الأنبياء بالخشوع وهو الوقوف بين الرغبة والرهبة وحقيقة سكون، يشير إلى الرضاء قال الله تعالى :! ( ويدعوننا رغبا ورهبا ) !. قال بعضهم : الرهبة أرق من الخشية والخوف لأنه من شروط المسألة ! ( يدعوننا رغبا ورهبا ) !. قال بعضهم : رغبة فينا، ولا رهبة من سوانا، فقيل رغبة في لقائنا، ورهبة من الاحتجاب عنا، وقيل : رغبة في الطاعات، ورهبة من المعاصي.