تقواه سمعت أبا الحسين الفارسي يقول : سمعت ابن عطاء يقول : للتقوى ظاهر وباطن وظاهره محافظة الحدود وباطنه النية والإخلاص. سمعت أبا الحسين يقول : سمعت الجريري يقول : من لم يحكم فيما بينه وبين الله تعالى التقوى والمراقبة لا يصل إلى الكشف والمشاهدة. قوله تعالى :! ( وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا ) { < الأحزاب :( ٣ ) وتوكل على الله..... > > [ الآية : ٣ ]. قال شاه : التوكل قطع القلب عن كل علاقة والتعلق بالله سكون القلب في المفقود والموجود. وقال بعضهم : التوكل هو الكفاية بما ضمن الله لك من الكفاية في جميع الأحوال وهو أن تكل إليه امورك ولا تتحرك بتدبير ولا سعي. وقال السري رحمة الله عليه : التوكل ترك تدبير النفس. قال ذو النون رحمة الله عليه : التوكل التفويض لأمر الله. قال ابن مسروق : التوكل الاستسلام لجريان القضاء والأحكام. قال سهل رحمة الله عليه : التوكل الاسترسال بين يدي الله عز وجل. قوله تعالى :! ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) { < الأحزاب :( ٤ ) ما جعل الله..... > > [ الآية : ٤ ]. قال سهل : التوجه إلى الله قصدا من غير التفات فمن نظر إلى شيء سوى الله فما هو بقاصد إلى ربه فإن الله يقول :! ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) ! قلب يقبل به على ربه وقلب يدبر به أمر دنياه. قوله تعالى :! ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) { < الأحزاب :( ٦ ) النبي أولى بالمؤمنين..... > > [ الآية : ٦ ]. قال سهل : من لم ير نفسه في ملك الرسول ﷺ لم ير ولاية الرسول ﷺ في جميع الأحوال ولا يذوق حلاوة سنته بحال، لأن النبي ﷺ هو الأولى بالخلق من أنفسهم وأموالهم ألا ترى الله يقول :! ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) !. والنبي ﷺ يقول :' لا يؤمن أحدكم حتى أكون احب إليه من نفسه وماله وولده والناس اجمعين '.

__________


الصفحة التالية
Icon