أقوالك وأفعالك. قال الواسطي رحمة الله عليه : هما دعوتان دعا إبراهيم عليه السلام إلى قوله : اسلم ودعا محمد ﷺ إلى قوله : فاعلم، دعا أحدهما إلى العلم، والآخر إلى الإسلام، وأعلاهما العلم وهو مرتبة الأجلة والإسلام هو الانقياد إظهار العبودية والعلم إظهار الربوبية لاجرم ابتلى حين قال : اسلمت بالنار وذبح الولد وغيرهما. قال بعضهم : العلم حجة والمعرفة علة والغلبة غير محكوم بها. وقال الحسين : العلم الذي دعا إليه المصطفى ﷺ هو علم الحروف وعلم الحروف في لام ألف وعلم لام ألف في الألف وعلم الألف في النقطة وعلم النقطة في المعرفة الأصلية وعلم المعرفة الأصلية في علم الأول في المشيئة وعلم المشيئة في غيب الهو وهو الذي دعا الله إليه فقال : فاعلم انه والهاء راجعة إلى غيب الهوية. قال القاسم : في قوله ! ( فاعلم ) ! قال : بيانه فيما اردف من الاستغفار فقال : فاعلم انه والهاء راجعة إلى غيب الهوية. قال القاسم في قوله :! ( فاعلم أنه ) ! قال بيانه فيما اردف من الاستغفار فقال :! ( واستغفر لذنبك ) ! هل رأيت أدني أن يأتي شيء أو يوجد أو يفقد أو يفنى أو يبقى أو يضر أو ينفع كأنه يقول : فاعلم انه لا إله يوجد المكونات ويفقدها إلا الله. وقال : أضاف المعرفة إلى الخلق فقال :! ( ولتعرفنهم في لحن القول ) ! وقال :! ( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ) ! واختص هو بالعلم وعلم السرائر وتسمى بالعلم ولم يتسم بالمعرفة وقال بأخص أنبيائه وأصفيائه فاعلم لقربه من مصدر الحقيقة وموردها واشرافه على الغيب والمغيبات ودعاه إلى العلم ووصفه به ووصف العوام بالمعرفة لأن العلم أتم وابلغ. وقال بعضهم : ما علمه خيرا فاعلمه يقينا. وقال بعضهم :! ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) ! من حيث الله يعتبك عن علمك انه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك من علمك بأن كل حقيقة لا تمحو آثار العبد ورسومه فليست بحقيقة وقيل في قوله : فاعلم أي أن الحقيقة انطقتك بهذه الكلمة ولم تظهر الكلمة بنطقك وأثابتك ولم تثبت بك. وقال بعضهم :! ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) ! قال : ادخل النبي ﷺ في عين الجمع بما