سمعت الحسين بن يحيى يقول : سمعت أبا بكر النقاش يقول : سألت الجنيد رحمة الله عليه عن الأخ الحقيقي ؟ فقال : هو أنت في الحقيقة إلا انه غيرك في الهيكل. وحكى عن أبي عثمان الجريري يقول : اخوة الدين أثبت من اخوة النسب فإن اخوة النسب تنقطع لمخالفة الدين واخوة الدين لا تنقطع لمخالفة النسب. وأنشدني عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري الزاهد قال : انشد أبو بكر محمد بن الحسين الآجري قال : أنشدني بعض إخواني وذكر أنها لجعفر بن محمد الصادق رضوان الله عليه :( أخوك الذي لو جئت بالسيف عائدا ** لتضربه لم يستغشك في الود ) ( ولو جئت تدعوه إلى الموت لم يكن ** يردك إبقاء عليك من الوجد ) ( يرى انه في الود نزر مقصر ** على انه قد زاد فيه على الجهد ) قال بعضهم : الاخوة في الدين ترك العادة الجارية في الرسم والتزام الشفقة والنصيحة للإخوان ظاهرا وباطنا. انشدني يوسف بن صالح الدسكوى قال : أنشدني بعض إخواني :( وقلت أخي قالوا أخ من قرابة ** قلت نعم إن الشكول أقارب ) ( نسيبي في عرفي ورأى ومنصبي ** وإن باعدتنا في الديار المناسب ) ( عجبت لصبري بعده وهو ميت ** وقد كنت ابكيه دما وهو غائب ) ( ألا إنما الأيام قد صرن كلها ** عجائب حتى ليس فيها عجائب ) سمعت أبا علي البيهقي يقول : سمعت أبا بكر الصولي يقول : سألت بعض الحكماء من الأخ على الحقيقة ؟ فقال : من تلقاه في الغيبة وتأنس بذكره في الخلوة وتعذره من غير معذرة وتنبسط إليه من غير حشمة ولا تخفى منه ما يعلمه منك وتأمن وأنشدني في هذا المعنى :( أبلغ أخاك الإحسان بي حسنا ** إني وان كنت لا ألقاه ألقاه ) ( وإن طرفي موصولا برؤيته ** وإن تباعد عن مثواي مثواه ) ( الله يعلم اني لست أذكره ** وكيف اذكره من لست أنساه ) أنشدني الحسين بن يحيى لأبي بكر بن داود :

__________


الصفحة التالية
Icon