قال سهل : اقرا باسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء صلاتك توصلك بركة قراءتها إلى ربك وتقطعك عن كل ما سواه. وقال ذو النون : سبحان من دلى من الذكر اغصانا إلى الدنيا أشجارها في الملكوت فاطعم القلوب من ثمارها فاستعظمهم بها في الدنيا والآخرة هذا فعل الذكر به فكيف إذا انهجم الحب عليه وانشد لنفسه :( مفرد في هواه قد ذاب شوقا ** مستطار الفؤاد يعشق فردا ) وقال : لكل شيء عقوبة وعقوبة العارف انقطاعه عن الذكر. قال أبو عثمان : من لم يذق وحشة الغفلة لا يجد طعم أنس الذكر. سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم البزاز يقول : قال ابن عطاء في قوله :! ( وتبتل إليه تبتيلا ) ! لتصل به اتصالا وما رجع من رجع إلا من الطريق وما وصل إليه أحد فرجع عنه. قال بعضهم : فتح على النبي ﷺ أولا أسباب التأديب ثم أسباب التهذيب ثم أسباب التذويب ثم التعييب فالتأديب الأمر والنهي والتهذيب القسمة والقدرة والتذويب ليس لك من الأمر شئ والتعييب وتبتل إليه تبتيلا. قوله تعالى :! ( لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ) { < المزمل :( ٩ ) رب المشرق والمغرب..... > > [ الآية : ٩ ]. قال سهل : أي كفيلا وما عدك من المعونة على الأمر والعصمة عن النهي والتوفيق للشكر والصبر في البلوى والخاتمة المحمودة. قوله تعالى :! ( إن هذه تذكرة ) { < المزمل :( ١٩ ) إن هذه تذكرة..... > > [ الآية : ١٩ ]. قيل : القرآن موعظة للمتقين وطريقا للسالكين ونجاة للهالكين وبيانا للمستبصرين وأمانا للخائفين وشفاء للمتحيرين وأنسا للمريدين ونورا لقلوب العارفين وهدى لمن أراد الطريق إلى ربه لأن الله يقول :! ( إن هذه تذكرة ) !. قوله تعالى :! ( علم أن لن تحصوه ) { < المزمل :( ٢٠ ) إن ربك يعلم..... > > [ الآية : ٢٠ ]. قال الواسطي : أي لن تطيقوا القيام بأمره ولن تضبطوا أعمالكم بالصحة والبرأة من العيوب فتاب عليكم فعاد عليكم بفضله وقبل منكم أعمالكم مع أن من لقيه بنعمه كان منقطعا عن المنعم بالنعم ومحجوبا بالصفات عن الذات.

__________


الصفحة التالية
Icon