وأطاعه ! ( مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة ) ! المشكاة نفس العارف كأنها كوكب دري بنفسه مثل بيت، وقلبه مثل قنديل، ومعرفته مثل السراج وفاه مثل الكوة ولسانه مثل باب الكوة. والقنديل يتعلق بباب الكوة ودهنها اليقين، وفتيلتها من الزهد، وزجاجتها من الرضا وعلائقها من العقل إذ فتح اللسان بإقرار ما في القلب استضاء المصباح من كوته إلى عرش الرحمن فالتوفيق نور من الله توقد سراجه فاستضاء في الكوة إلى عبد رب العزة وفيها ثلث جواهر منورة في نورها الخوف، والرجاء، والحب فالخوف مثل نار منور، والرجاء مثل نور من خوف، والحب نور على نور كأنه كوكب دري توقد من شجرة القرآن مبارك شهر غض طري من زيتونة منزل من عند الله لا شرقية ولا غربية لا من أساطير الأولين، ولا من بدائع الآخرين يكاد زيتها يضيء يزهر من قلب المؤمن على لسانه إذا أقرأ ما بين المشرق والمغرب ولو لم تمسسه نار نور من نور، نار من الخوف على نور من المعرفة منورة، ونور الرجاء على نور الحب منور إذا فتح فاه بلا إله إلا الله وبالقرآن من النور الذي في قلبه من معرفة الله يهيج منه نار الخوف مع نور الرجاء على نور الحب فاستضاءت هذه الأنوار من كوة فمه ففتح الباب وازداد ضوؤه بأداء الفرائض، واجتناب المحارم وأعمال الفضائل فصار المؤمن منورا بنور الله واصلا إلى الله متصلا بتوحيده إليه إن أعطاه شكر، وإن ابتلاه صبر وإن عمل اخلص وصار مستغرقا في النور كلامه نور، وعلمه نور ومدخله نور، ومخرجه نور وظاهره نور، وباطنه نور، وهو في نور الله بين الأنوار، نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس، والله بكل شيء عليم. قال الجنيد رحمه الله : أخذهم من أعمالهم، واجتهادهم وطاعاتهم وردهم إلى صرف الملازمة وأثبت لهم باختصاصه ورحمته. فقال :! ( يهدي الله لنوره من يشاء ) !. وقال أيضا : يهدي الله لنوره من يشاء وكان الأول ابتداء والآخر خاتمة، فقال : أنا مبتدئ النعم ومتممها. وقال بعضهم : للمؤمن ثمانية أنوار : نور الروح، ونور السر، ونور على نور، وهو نور الهداية وافق نور الروح، ونور الروح، ونور العلم، ونور التوفيق، ونور العصمة، ونور القسمة، ونور الحياة.