لمجاورة يورث، وكسر الأولى لمجاورة يوصيكم الله.
الباقون : بكسر الصادين أي يوصى بها الميت.
﴿ أَوْ دَيْنٍ ﴾ [النساء : ١١] والإشكال أن الدّين مقدم على الوصية في الشرع، وقدمت الوصية على الدين في التلاوة.
والجواب إن " أو " لا تدل على الترتيب، ألا ترى أنك إذا قلت " جاءني زيد أو عمرو " كان المعنى جاءني أحد الرجلين فكان التقدير في قوله من بعد وصية يوصى بها أو دين من بعد أحد هذين الشيئين : الوصية أو الدين.
ولو قيل بهذا اللفظ لم يدر فيه الترتيب، بل يجوز تقديم المؤخر وتأخير المقدم كذا هنا.
وإنما قدمنا الدين على الوصية بقوله عليه السلام ألا إن الدّين قبل الوصية " ولأنها تشبه الميراث من حيث إنها صلة بلا عوض فكان إخراجها مما يشق على الورثة، وكان أداؤها مظنة للتفريط بخلاف الدين فقدمت على الدين ليسارعوا إلى إخراجها مع الدين ﴿ ءَابَآؤُكُم ﴾ مبتدأ ﴿ وَأَبْنَآؤُكُمْ ﴾ عطف عليه والخبر ﴿ لا تَدْرُونَ ﴾ [النساء : ١١] وقوله ﴿ أَيُّهُمْ ﴾ مبتدأ خبره ﴿ أَقْرَبُ لَكُمْ ﴾ [النساء : ١١] والجملة في موضع نصب بـ تدرون ﴿ نَفْعًا ﴾ تمييز والمعنى : فرض الله الفرائض على ما هو عنده حكمة، ولو وكل ذلك إليكم لم تعلموا أيهم أنفع لكم فوضعتم أنتم الأموال على غير حكمة، والتفاوت في السهام بتفاوت المنافع وأنتم لا تدرون تفاوتها فتولى الله ذلك فضلاً منه ولم يكلها إلى اجتهادكم لعجزكم عن معرفة المقادير.
وهذه الجملة اعتراضية مؤكدة لا موضع لها من الإعراب ﴿ فَرِيضَةً ﴾ نصبت نصب المصدر المؤكد أي فرض ذلك فرضاً ﴿ مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا ﴾ [النساء : ١١] بالأشياء قبل خلقها ﴿ حَكِيمًا ﴾ في كل ما فرض وقسم من المواريث وغيرها.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٠٨
﴿ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ ﴾ [النساء : ١٢] أي زوجاتكم
٣١٣