حمزة وأبو بكر على أنه وصف للذين استحق عليهم مجرور أو منصوب على المدح.
وسموا أولين لأنهم كانوا أولين في الذكر في قوله " شهادة بينكم " ﴿ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَـادَتُنَآ أَحَقُّ مِن شَهَـادَتِهِمَا ﴾ [المائدة : ١٠٧] أي ليميننا أحق بالقبول من يمين هذين الوصيين الخائنين ﴿ وَمَا اعْتَدَيْنَآ ﴾ [المائدة : ١٠٧] وما تجاوزنا الحق في يميننا ﴿ إِنَّآ إِذًا لَّمِنَ الظَّـالِمِينَ ﴾ [المائدة : ١٠٧] أي إن حلفنا كاذبين ﴿ ذَالِكَ ﴾ الذي مر ذكره من بيان الحكم ﴿ أَدْنَى ﴾ أقرب ﴿ أَن يَأْتُوا ﴾ [المائدة : ١٠٨] أي الشهداء على نحو تلك الحادثة ﴿ بِالشَّهَـادَةِ عَلَى وَجْهِهَآ ﴾ [المائدة : ١٠٨] كما حملوها بلا خيانة فيها ﴿ أَوْ يَخَافُوا أَن تُرَدَّ أَيْمَـانُ بَعْدَ أَيْمَـانِهِمْ ﴾ [المائدة : ١٠٨] أي تكرر أيمان شهود آخرين بعد أيمانهم فيفتضحوا بظهور كذبهم ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [المائدة : ٨٨] في الخيانة واليمين الكاذبة ﴿ وَاسْمَعُوا ﴾ سمع قبول وإجابة ﴿ وَاللَّهُ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَـاسِقِينَ ﴾ [المائدة : ١٠٨] الخارجين عن الطاعة.
فإن قلت : ما معنى " أو " هنا؟ قلت : معناه ذلك أقرب من أن يؤدّوا الشهادة بالحق والصدق، إما لله أو لخوف العار والافتضاح برد الأيمان، وقد احتج به من يرى ردّ اليمين على المدعي، والجواب أن الورثة قد ادّعوا على النصرانيين أنهما قد اختانا فحلفا، فلما ظهر كذبهما ادعيا الشراء فيما كتما فأنكرت الورثة فكانت اليمين على الورثة لإنكارهما الشراء.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٤٤١
﴿ يَوْمِ ﴾ منصوب بـ " اذكروا " أو احذروا ﴿ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ ﴾ [المائدة : ١٠٩] ما الذي أجابتكم به أممكم حين دعوتموهم إلى الإيمان؟ وهذا السؤال توبيخ لمن أنكرهم.
" وماذا " منصوب بـ " أجبتم " نصب المصدر على معنى أيّ إجابة أجبتم ﴿ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَآ ﴾ [المائدة : ١٠٩] بإخلاص قومنا دليله ﴿ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـامُ الْغُيُوبِ ﴾ [المائدة : ١٠٩] أو بما أحدثوا بعدنا دليله " كنت أنت الرقيب عليهم " أو قالوا ذلك تأدباً أي علمنا ساقط مع علمك ومغمور به فكأنه لا علم لنا
٤٤٢
﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ ﴾ [المائدة : ١١٠] بدل من " يوم يجمع " ﴿ يَـاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ ﴾ حيث طهرتها واصطفيتها على نساء العالمين.
والعامل في ﴿ إِذْ أَيَّدتُّكَ ﴾ [المائدة : ١١٠] أي قويتك " نعمتي " ﴿ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ [البقرة : ٨٧] بجيريل عليه السلام أيد به لتثبت الحجة عليهم، أو بالكلام الذي يحيا به الدين، وأضافه إلى القدس لأنه سبب الطهر من أو ضارم الآثام دليله ﴿ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ ﴾ [المائدة : ١١٠] حال أي تكلمهم طفلاً إعجازاً ﴿ وَكَهْلا ﴾ تبليغاً ﴿ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ﴾ [المائدة : ١١٠] معطوف على " إذ أيدتك " ونحوه " وإذ تخلق ".
" وإذ تخرج ".
" وإذ كففت ".
" وإذ أوحيت " ﴿ الْكِتَـابِ ﴾ الخط ﴿ وَالْحِكْمَةَ ﴾ الكلام المحكم الصواب ﴿ وَالتَّوْرَاـاةَ وَالانجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ ﴾ تقدر ﴿ مِنَ الطِّينِ كَهَيْـاَةِ الطَّيْرِ ﴾ [المائدة : ١١٠] هيئة مثل هيئة الطير ﴿ بِإِذْنِى ﴾ بتسهيلي ﴿ فَتَنفُخُ فِيهَا ﴾ [المائدة : ١١٠] الضمير للكاف لأنها صفة الهيئة التي كان يخلقها عيسى وينفخ فيها، ولا يرجع إلى الهيئة المضاف إليها لأنها ليست من خلقه، وكذا الضمير في ﴿ فَتَكُونُ طَيْرَا بِإِذْنِى ﴾ [المائدة : ١١٠] وعطف ﴿ وَتُبْرِئُ الاكْمَهَ وَالابْرَصَ بِإِذْنِى ﴾ [المائدة : ١١٠] على " تخلق " ﴿ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى ﴾ [المائدة : ١١٠] من القبور أحياء ﴿ بِإِذْنِى ﴾ قيل : أخرج سام بن نوح ورجلين وامرأة وجارية.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٤٤١