وقدرت.
والكاف اسم " إن " و " أنت " مبتدأ وما بعده خبره والجملة خبر " إن "، أو أنت فصل والخبر العليم.
والحكيم خبر ثان.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٧٧
﴿ قَالَ يَا ءادَمُ أَنابِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنابَأَهُم بِأَسْمَآئِهِمْ ﴾ [البقرة : ٣٣] سمى كل شيء باسمه.
﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ ﴾ [البقرة : ٣٣] أي أعلم ما غاب فيهما عنكم مما كان ومما يكون.
﴿ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ ﴾ [البقرة : ٣٣] تظهرون.
﴿ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ [البقرة : ٣٣] تسرون.
﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائكَةِ اسْجُدُوا لادَمَ ﴾ [الكهف : ٥٠] أي اخضعوا له وأقروا بالفضل له.
عن أبي بن كعب، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : كان ذلك انحناء ولم يكن خروراً على الذقن.
والجمهور على أن المأمور به وضع الوجه على الأرض.
وكان السجود تحية لآدم عليه السلام في الصحيح إذ لو كان لله تعالى لما امتنع عنه إبليس.
وكان سجود التحية جائزاً فيما مضى ثم نسخ بقوله عليه السلام لسلمان حين أراد أن يسجد له لا ينبغي لمخلوق أن يسجد لأحد إلا لله تعالى.
﴿ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ ﴾ [طه : ١١٦] الاستثناء متصل لأنه كان من الملائكة كذا قاله علي وابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم، ولأن الأصل أن الاستثناء يكون من جنس المستثنى منه، ولهذا قال :﴿ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ﴾ [الأعراف : ١٢] (الأعراف : ٢١)، وقوله :﴿ كَانَ مِنَ الْجِنِّ ﴾ [الكهف : ٥٠] (الكهف : ٠٥) معناه صار من الجن كقوله ﴿ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴾ [هود : ٤٣] (هود : ٣٤).
وقيل : الاستثناء منقطع لأنه لم يكن من الملائكة بل كان من الجن بالنص وهو قول الحسن وقتادة، ولأنه خلق من نار والملائكة خلقوا من
٨١
النور، ولأنه أبى وعصى واستكبر والملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ولا يستكبرون عن عبادته.
ولأنه قال :﴿ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُا أَوْلِيَآءَ مِن دُونِى ﴾ [الكهف : ٥٠] (الكهف : ٠٥)، ولا نسل للملائكة.
وعن الجاحظ أن الجن والملائكة جنس واحد، فمن طهر منهم فهو ملك، ومن خبث فهو شيطان، ومن كان بين بين فهو جن.
﴿ أَبَى ﴾ امتنع مما أمر به ﴿ وَاسْتَكْبَرَ ﴾ تكبر عنه.
﴿ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة : ٣٤] وصار من الكافرين بإبائه واستكباره ورده الأمر لا بترك العمل بالأمر، لأن ترك السجود لا يخرج من الإيمان ولا يكون كفراً عند أهل السنة خلافاً للمعتزلة والخوارج، أو كان من الكافرين في علم الله أي وكان في علم الله أنه يكفر بعد إيمانه لأنه كان كافراً أبداً في علم الله وهي مسألة الموافاة.
﴿ وَقُلْنَا يَا ءادَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَاذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ أمر من سكن الدار يسكنها سكنى إذا أقام فيها ويقال سكن المتحرك سكوناً ﴿ أَنتَ ﴾ تأكيد للمستكن في اسكن ليصح عطف ﴿ وَزَوْجُكَ ﴾ عليه ﴿ الْجَنَّةَ ﴾ هي جنة الخلد التي وعدت للمتقين للنقل المشهور واللام للتعريف.
وقالت المعتزلة : كانت بستاناً باليمن لأن الجنة لا تكليف فيها ولا خروج عنها.
قلنا : إنما لا يخرج منها من دخلها جزاء.
وقد دخل النبي عليه السلام ليلة المعراج ثم خرج منها، وأهل الجنة يكلفون المعرفة والتوحيد.
﴿ وَكُلا مِنْهَا ﴾ [البقرة : ٣٥] من ثمارها فحذف المضاف.
﴿ رَغَدًا ﴾ وصف للمصدر أي أكلاً رغداً واسعاً ﴿ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾ [البقرة : ٣٥] شئتما وبابه بغير همز : أبو عمرو.
وحيث للمكان المبهم أي أيّ مكان من الجنة شئتما ﴿ وَلا تَقْرَبَا هَاذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾ [البقرة : ٣٥] أي الحنطة.
ولذا قيل : كيف لا يعصي الإنسان وقوته من شجرة العصيان، أو الكرمة لأنها أصل كل فتنة، أو التينة.
﴿ فَتَكُونَا ﴾ جزم عطف
٨٢