﴿ أُوالَـائِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَواةَ الدُّنْيَا بِالاخِرَةِ ﴾ [البقرة : ٨٦] اختاروها على الآخرة اختيار المشتري ﴿ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ ﴾ [البقرة : ٨٦] ولا ينصرهم أحد بالدفع عنهم.
﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَـابَ ﴾ [هود : ١١٠] التوراة.
أتاه جملة ﴿ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ﴾ [البقرة : ٨٧] يقال : قفاه إذا اتبعه من القفا نحو ذنبه من الذنب وقفاه به إذا أتبعه إياه.
يعني وأرسلنا على أثره الكثير من الرسل وهم يوشع واشمويل وشمعون وداود وسليمان وشعياء وأرمياء وعزير وحزقيل وإلياس واليسع ويونس وزكريا ويحيى وغيرهم.
صلوات
١٠٦
الله عليهم ﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَـابَ وَقَفَّيْنَا ﴾ [
جزء : ١ رقم الصفحة : ١٠٦
البقرة : ٨٧] هي بمعنى الخادم، ووزن مريم عند النحويين " مفعل " لأن " فعيلاً " لم يثبت في الأبنية، البينات المعجزات الواضحات كإحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص والإخبار بالمغيبات.
﴿ وَأَيَّدْنَـاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ [البقرة : ٨٧] أي الطهارة وبالسكون حيث كان : مكي.
أي بالروح المقدسة كما يقال " حاتم الجود " ووصفها بالقدس للاختصاص والتقريب.
أو بجبريل عليه السلام لأنه يأتي بما فيه حياة القلوب، وذلك لأنه رفعه إلى السماء حين قصد اليهود قتله.
أو بالإنجيل كما قال في القرآن ﴿ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ﴾ [الشورى : ٥٢] (الشورى : ٢٥)، أو باسم الله الأعظم الذي كان يحيي الموتى بذكره.
﴿ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولُ بِمَا لا تَهْوَى ﴾ [البقرة : ٨٧] تحب ﴿ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ ﴾ [البقرة : ٨٧] تعظمتم عن قبوله ﴿ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ ﴾ [البقرة : ٨٧] كعيسى ومحمد عليهما السلام ﴿ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة : ٨٧] كزكريا ويحيى عليهما السلام.
ولم يقل قتلتم لوفاق الفواصل، أو لأن المراد وفريقاً تقتلونه بعد لأنكم تحومون حول قتل محمد عليه السلام لولا أني أعصمه منكم ولذلك سحرتموه وسممتم له الشاة.
والمعنى ولقد آتينا يا بني إسرائيل أنبياءكم ما آتيناهم فكلما جاءكم رسول منهم بالحق استكبرتم عن الإيمان به، فوسط ما بين الفاء وما تعلقت به همزة التوبيخ والتعجب من شأنهم.
﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفُ ﴾ [البقرة : ٨٨] جمع أغلف أي هي خلقة مغشاة بأغطية لا يتوصل إليها ما جاء به محمد عليه السلام ولا تفقهه، مستعار من الأغلف الذي لا يختن ﴿ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ ﴾ [البقرة : ٨٨] فرد الله أن تكون قلوبهم مخلوقة كذلك لأنها خلقت على الفطرة والتمكن من قبول الحق، وإنما طردهم بكفرهم وزيغهم.
﴿ فَقَلِيلا مَّا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة : ٨٨] فـ " قليلاً " صفة مصدر محذوف أي فإيماناً قليلاً يؤمنون.
وما مزيدة وهو إيمانهم ببعض الكتاب.
وقيل : القلة بمعنى العدم.
غلف تخفيف غلف وقرىء به جمع غلاف أي قلوبنا أوعية للعلوم فنحن مستغنون بما عندنا عن غيره، أو أوعية للعلوم فلو كان ما جئت به حقاً لقبلنا.
﴿ وَلَمَّا جَآءَهُمْ ﴾ [
جزء : ١ رقم الصفحة : ١٠٦