﴿ بِكُفْرِهِمْ ﴾ بسبب كفرهم واعتقادهم التشبيه.
﴿ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَـانُكُمْ ﴾ [البقرة : ٩٣] بالتوراة لأنه ليس في التوراة عبادة العجل، وإضافة الأمر إلى إيمانهم تهكم وكذا إضافة الإيمان اليهم.
﴿ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة : ٩١] تشكيك في إيمانهم وقدح في صحة دعواهم له.
﴿ قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الاخِرَةُ ﴾ [البقرة : ٩٤] أي الجنة.
﴿ عِندَ اللَّهِ ﴾ [الحجرات : ١٣] ظرف، و " لكم " خبر " كان " ﴿ خَالِصَةً ﴾ حال من الدار الآخرة أي سالمة لكم ليس لأحد سواكم فيها حق يعني إن صح قولكم لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً ﴿ مِّن دُونِ النَّاسِ ﴾ [البقرة : ٩٤]
١٠٩
هو للجنس.
﴿ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَـادِقِينَ ﴾ [البقرة : ٩٤] فيما تقولون لأن من أيقن أنه من أهل الجنة اشتاق إليها تخلصاً من الدار ذات الشوائب كما نقل عن العشرة المبشرين بالجنة أن كل واحد منهم كان يحب الموت ويحن إليه.
﴿ وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدَا ﴾ [البقرة : ٩٥] هو نصب على الظرف أي لن يتمنوه ما عاشوا ﴿ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ [الروم : ٣٦] بما أسلفوا من الكفر بمحمد عليه السلام وتحريف كتاب الله وغير ذلك وهو من المعجزات لأنه إخبار بالغيب وكان كما أخبر به كقوله ﴿ وَلَن تَفْعَلُوا ﴾ [البقرة : ٢٤] (البقرة : ٤٢)، ولو تمنوه لنقل ذلك كما نقل سائر الحوادث.
﴿ وَاللَّهُ عَلِيمُ بِالظَّـالِمِينَ ﴾ [البقرة : ٩٥] تهديد لهم.
﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ ﴾ [البقرة : ٩٦] مفعولاً وجد " هم " و " أحرص " ﴿ عَلَى حَيَواةٍ ﴾ [البقرة : ٩٦] التنكير يدل على أن المراد حياة مخصوصة وعلى الحياة المتطاولة ولذا كانت القراءة بها أوقع من قراءة " أبي " على الحياة ﴿ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [آل عمران : ١٨٦] هو محمول على المعنى لأن معنى أحرص الناس أحرص من الناس، نعم قد دخل الذين أشركوا تحت الناس ولكنهم أفردوا بالذكر لأن حرصهم شديد كما أن جبريل وميكائيل خصا بالذكر وإن دخلا تحت الملائكة، أو أريد وأحرص من الذين أشركوا فحذف لدلالة أحرص الناس عليه، وفيه توبيخ عظيم لأن الذين أشركوا لا يؤمنون بعاقبة ولا يعرفون إلا الحياة الدنيا، فحرصهم عليها لا يستبعد لأنها جنتهم فإذا زاد في الحرص من له كتاب وهو مقر بالجزاء كان حقيقاً بأعظم التوبيخ، وإنما زاد حرصهم على الذين أشركوا لأنهم علموا أنهم صائرون إلى النار لعلمهم بحالهم والمشركون لا يعلمون ذلك.
وقوله :
جزء : ١ رقم الصفحة : ١٠٩
﴿ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [البقرة : ٩٦] بيان لزيادة حرصهم على طريق الاستئناف.
وقيل : أراد بالذين أشركوا المجوس لأنهم كانوا يقولون لملوكهم عش ألف نيروز.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هو قول الأعاجم زي هزارسال.
وقيل : ومن الذين أشركوا كلام مبتدأ أي ومنهم ناسٌ يود أحدهم على حذف الموصوف،
١١٠
والذين أشركوا على هذا مشار به إلى اليهود لأنهم قالوا عزيز ابن الله.
والضمير في ﴿ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة : ٩٦] لأحدهم.
وقوله ﴿ أَن يُعَمَّرَ ﴾ [البقرة : ٩٦] فاعل بمزحزحه أي وما أحدهم بمن يزحزحه من النار تعميره، ويجوز أن يكون هو مبهماً وأن يعمر موضحه.
والزحزحة التبعيد والإنحاء.
قال في جامع العلوم وغيره : لو يعمر بمعنى " أن يعمر "، فـ " لو " هنا نائبة عن " أن " و " أن " مع الفعل في تأويل المصدر وهو مفعول يود أي يود أحدهم تعمير ألف سنة.
﴿ وَاللَّهُ بَصِيرُ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة : ٩٦] أي بعمل هؤلاء الكفار فيجازيهم عليه.
وبالتاء : يعقوب.