جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٦٠
﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَآ ـاِمٌ ﴾ [الرعد : ٣٣] احتجاج عليهم في إشراكهم بالله يعني أفالله الذي هو رقيب ﴿ عَلَى كُلِّ نَفْس ﴾ [الرعد : ٣٣] صالحة أو طالحة ﴿ بِمَا كَسَبَتْ ﴾ [الروم : ٤١] يعلم خيره وشره ويعد لكل جزاءه كمن ليس كذلك ثم استأنف فقال ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَآءَ ﴾ [الأنعام : ١٠٠] أي الأصنام ﴿ قُلْ سَمُّوهُمْ ﴾ [الرعد : ٣٣] أي سموهم له من هم ونبئوه بأسمائهم ثم قال :﴿ أَمْ تُنَبِّـاُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِى الارْضِ ﴾ [الرعد : ٣٣] على أم المنقطعة أي بل أتنبئونه بشركاء لا يعلمهم في الأرض وهو العالم بما في السماوات والأرض فإذا لم يعلمهم علم أنهم ليسوا بشيء والمراد نفي أن يكون له شركاء ﴿ أَم بِظَـاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ ﴾ [الرعد : ٣٣] بل أتسمعونهم شركاء يظاهر من القول من غير أن يكون لذلك حقيقة كقوله ﴿ ذَالِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ﴾ [التوبة : ٣٠].
﴿ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَـانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ ﴾ كيدهم للإسلام بشركهم ﴿ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ ﴾ [الرعد : ٣٣] عن سبيل الله بضم الصاد كوفي وبفتحها غيرهم ومعناه وصدوا المسلمين عن سبيل الله ﴿ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الرعد : ٣٣] من أحد يقدر على هدايته ﴿ لَّهُمْ عَذَابٌ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا ﴾ [الرعد : ٣٤] بالقتل والأسر وأنواع المحن ﴿ وَلَعَذَابُ الاخِرَةِ أَشَقُّ ﴾ [الرعد : ٣٤] أشد لدوامه ﴿ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ ﴾ [الرعد : ٣٤] من حافظ من عذابه ﴿ مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الرعد : ٣٥] صفتها التي هي في غرابة المثل وارتفاعه بالابتداء والخبر محذوف أي فيما يتلى عليكم مثل الجنة أو الخبر ﴿ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانْهَـارُ ﴾ [الرعد : ٣٥] كما تقول صفة زيد أسمر ﴿ أُكُلُهَا دَآ ـاِمٌ ﴾ [الرعد : ٣٥] ثمرها دائم الوجود لا ينقطع ﴿ وَظِلُّهَا ﴾ دائم لا ينسخ كما ينسخ في الدنيا بالشمس ﴿ تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا ﴾ [الرعد : ٣٥] أي الجنة الموصوفة عقبى تقواهم يعني منتهى أمرهم ﴿ وَّعُقْبَى الْكَـافِرِينَ النَّارُ ﴾ [الرعد : ٣٥]
٣٦١
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٦١


الصفحة التالية
Icon