﴿ وَلَـاـاِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّى إِنَّ لِى عِندَهُ لَلْحُسْنَى ﴾ [فصلت : ٥٠] وأن لهم الحسنى بدل من الكذب ﴿ لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ ﴾ [النحل : ٦٢] مفرِطون نافع مفرِّطون أبو جعفر فالمفتوح بمعنى مقدمون إلى النار معجلون إليها من أفرطت فلاناً وفرطته في طلب الماء إذا قدمته أو منسيون متروكون من أفرطت فلاناً خلفي إذا خلفته ونسيته والمكسور المخفف من الإفراط في المعاصي والمشدد من التفريط في الطاعات أي التقصير فيها
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤١٨
﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ ﴾ [النحل : ٦٣] أي أرسلنا رسلاً إلى من تقدمك من الأمم ﴿ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَـانُ أَعْمَـالَهُمْ ﴾ [النحل : ٦٣] من الكفر والتكذيب بالرسل ﴿ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ ﴾ [النحل : ٦٣] أي قرينهم في الدنيا تولى إضلالهم بالغرور أو الضمير لمشركي قريش أي زين للكفار قبلهم أعمالهم فهو ولي هؤلاء لأنهم منهم أو هو على حذف المضاف أي فهو ولي أمثالهم اليوم ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة : ١٧٤] في القيامة ﴿ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَـابَ ﴾ [النحل : ٦٤] القرآن ﴿ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ﴾ [النحل : ٦٤] للناس ﴿ الَّذِى اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾ [النحل : ٦٤] هو البعث لأنه كان فيهم من يؤمن به ﴿ وَهُدًى وَرَحْمَةً ﴾ [الأنعام : ١٥٧] معطوفان على محل لتبين إلا أنهما انتصبا على أنهما مفعول لهما لأنهما فعلا الذي أنزل الكتاب ودخلت اللام على لتبيين لأنه فعل المخاطب لا فعل المنزل ﴿ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام : ٩٩] ﴿ وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ الارْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ فِى ذَالِكَ لايَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾ [النحل : ٦٥] سماع إنصاف وتدبر لأن من لم يسمع بقلبه فكأنه لا يسمع ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِى الانْعَـامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِى بُطُونِهِ ﴾ [
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤١٩
النحل : ٦٦] وبفتح النون نافع وشامي وأبو بكر.
فال الزجاج سقيته وأسقيته بمعنى واحد ذكر سيبويه الأنعام في الأسماء المفردة الواردة على أفعال ولذا رجع الضمير إليه مفرداً وأما في بطونها في سورة المؤمنين فلأن معناه الجمع وهو استئناف كأنه قيل كيف العبرة فقال نسقيكم مما
٤١٩
في بطونه ﴿ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا ﴾ [النحل : ٦٦] أي يخلق الله اللبن وسيطاً بين الفرث والدم يكتنفانه وبينه وبينهما برزخ لا يبغي أحدهما عليه بلون ولا طعم ولا رائحة بل هو خالص من ذلك كله قيل إذا أكلت البهيمة العلف فاستقر في كرشها طبخته فكان أسفله فرثاً وأوسطه لبناً وأعلاه دماً والكبد مسلطة على هذه الأصناف الثلاثة تقسمها فتجري الدم في العروق واللبن في الضروع ويبقى الفرث في الكرش ثم ينحدر وفي ذلك عبرة لمن اعتبر وسئل شقيق عن الإخلاص فقال تمييز العمل من العيوب كتمييز اللبن من بين فرث ودم ﴿ سَآ ـاِغًا لِّلشَّـارِبِينَ ﴾ [النحل : ٦٦] سهل المرور في الحلق ويقال لم يغص أحد باللبن قط ومن الأولى للتبعيض لأن اللبن بعض ما في بطونها والثانية لابتداء الغاية
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤١٩