٢٢٤
وعدهم أي وعدهم الله ذلك في حال عبادتهم فمحله النصب ﴿ لا يُشْرِكُونَ بِى شيئا ﴾ [النور : ٥٥] حال من فاعل يعبدون أي يعبدونني موحدين، ويجوز أن يكون حالاً بدلاً من الحال الأولى.
﴿ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَالِكَ ﴾ [النور : ٥٥] أي بعد الوعد والمراد كفران النعمة كقوله تعالى :﴿ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ﴾ [النحل : ١١٢] ﴿ فَأُوالَـائكَ هُمُ الْفَـاسِقُونَ ﴾ [آل عمران : ٨٢] هم الكاملون في فسقهم حيث كفروا تلك النعمة الجسيمة وجسروا على غمطها.
قالوا : أول من كفر هذه النعمة قتلة عثمان رضي الله عنه فاقتتلوا بعدما كانوا إخواناً وزال عنهم الخوف، والآية أوضح دليل على صحة خلافة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين لأن المستخلفين الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم هم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٢٤
﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا ﴾ [البقرة : ٨٣] معطوف على أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا يضر الفصل وإن طال ﴿ وَءَاتُوا الزكاة وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ [النور : ٥٦] فيما يدعوكم إليه وكررت طاعة الرسول تأكيداً لوجوبها ﴿ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران : ١٣٢] أي لكي ترحموا فإنها من مستجلبات الرحمة ثم ذكر الكافرين فقال ﴿ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِى الارْضِ ﴾ [النور : ٥٧] أي فائتين الله بأن لا يقدر عليهم فيها، فالتاء خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام وهو الفاعل والمفعولان الذين كفروا و معجزين وبالياء شامي وحمزة والفاعل النبي صلى الله عليه وسلّم لتقدم ذكره والمفعولان ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [النمل : ٦٧] و معجزين ﴿ وَمَأْوَاـاهُمُ النَّارُ ﴾ [آل عمران : ١٥١] معطوف على ﴿ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِى الارْضِ وَمَأْوَاـاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ أي المرجع النار.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٢٥
﴿ يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِيَسْتَـاْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـانُكُمْ ﴾ [النور : ٥٨] أمر بأن يستأذن العبيد
٢٢٥


الصفحة التالية
Icon