﴿ لِّيُضِلَّ ﴾ أي ليصد الناس عن الدخول في الإسلام واستماع القرآن، ليضل مكي وأبو عمرو أي ليثبت على ضلاله الذي كان عليه ويزيد فيه ﴿ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [محمد : ١] عن دين الإسلام والقرآن ﴿ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [النحل : ٢٥] أي جهلاً منه بما عليه من الوزر به ﴿ وَيَتَّخِذَهَا ﴾ أي السبيل بالنصب كوفي غير أبي بكر عطفاً على ليضل ومن رفع عطفه على يشتري ﴿ هُزُوًا ﴾ بسكون الزاي والهمزة : حمزة، وبضم الزاي بلا
٤٠٤
همز : حفص، وغيرهم بضم الزاي والهمزة ﴿ أؤلئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾ [لقمان : ٦] أي يهينهم و " من " لإبهامه يقع على الواحد والجمع أي النضر وأمثاله
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٠٤
﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءَايَـاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا ﴾ [لقمان : ٧] أعرض عن تدبرها متكبراً رافعاً نفسه عن الإصغاء إلى القرآن ﴿ كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ﴾ [الجاثية : ٨] يشبه حاله في ذلك حال من لم يسمعها وهو حال من مستكبرا والأصل كأنه والضمير ضمير الشأن ﴿ كَأَنَّ فِى أُذُنَيْهِ وَقْرًا ﴾ [لقمان : ٧] ثقلاً وهو حال من لم يسمعها أذنيه : نافع ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءَايَـاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِى أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـالِحَـاتِ لَهُمْ جَنَّـاتُ النَّعِيمِ ﴾ ولا وقف عليه لأن ﴿ خَـالِدِينَ فِيهَآ ﴾ [الجن : ٢٣] حال من الضمير في لهم ﴿ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ﴾ [يونس : ٤] مصدران مؤكدان الأول مؤكد لنفسه والثاني مؤكد لغيره إذ لهم جنات النعيم في معنى وعدهم الله جنات النعيم، فأكد معنى الوعد بالوعد، و حقاً يدل على معنى الثبات فأكد به معنى الوعد ومؤكدهما لهم جنات النعيم ﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ [إبراهيم : ٤] الذي لا يغلبه شيء فيهين أعداءه بالعذاب المهين ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ بما يفعل فيثيب أولياءه بالنعيم المقيم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٠٥
﴿ خَلَقَ السَّمَـاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ ﴾ [لقمان : ١٠] جمع عماد ﴿ تَرَوْنَهَا ﴾ الضمير للسماوات وهو استشهاد برؤيتهم لها غير معمودة على قوله بغير عمد كما تقول لصاحبك " أنا بلا سيف ولا رمح تراني "، ولا محل لها من الأعراب لأنها مستأنفة أو في محل الجرصفة لـ عمد أي بغير عمد مرئية يعني أنه عمدها بعمد لا ترى وهي إمساكها بقدرته ﴿ وَأَلْقَى فِى الارْضِ رَوَاسِىَ ﴾ جبالاً ثوابت ﴿ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ﴾ [النحل : ١٥] لئلا تضطرب بكم ﴿ وَبَثَّ ﴾ ونشر ﴿ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَنابَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ ﴾ [لقمان : ١٠] صنف ﴿ كَرِيمٌ ﴾ حسن ﴿ هَـاذَا ﴾ إشارة إلى ما ذكر من مخلوقاته ﴿ خَلَقَ اللَّهُ ﴾ [يونس : ٥] أي مخلوقه
٤٠٥
﴿ فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ﴾ [لقمان : ١١] يعني الهتهم بكّتهم بأن هذه الأشياء العظيمة مما خلقه الله، فأروني ما خلقته الهتكم حتى استوجبوا عندكم العبادة ﴿ بَلِ الظَّـالِمُونَ فِى ضَلَـالٍ مُّبِينٍ ﴾ [لقمان : ١١] أضرب عن تبكيتهم إلى التسجيل عليهم بالتورط في ضلال ليس بعده ضلال.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٠٥