سورة الأحزاب
مدنية وهي ثلاث وسبعون آية
قال أبيّ بن كعب لزرّ رضي الله عنهما : كم تعدون سورة الأحزاب؟ قال : ثلاثاً وسبعين.
قال : فوالذي يحلف به أبيّ إن كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول ولقد قرأنا منها آية الرجم " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم ".
أراد أبيّ أن ذلك من جملة ما نسخ من القرآن.
وأما ما يحكى أن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة رضي الله عنها فأكلتها الداجن فمن تأليفات الملاحدة والروافض.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ يَـا أَيُّهَا النَّبِىُّ ﴾ وبالهمز : نافع أي يا أيها المخبر عنا المأمون على أسرارنا المبلغ خطابنا إلى أحبابنا.وإنما لم يقل " يا محمد " كما قال يا ادم
٤٢٦
﴿ وَعَلَّمَ ءَادَمَ ﴾ ﴿ حَدِيثُ مُوسَى ﴾ تشريفاً له وتنويهاً بفضله، وتصريحه باسمه في قوله ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ﴾ [الفتح : ٢٩] (الفتح : ٩٢) ونحوه لتعليم الناس بأنه رسول الله ﴿ اتَّقِ اللَّهَ ﴾ [البقرة : ٢٠٦] اثبت على تقوى الله ودم عليه وازدد منه فهو باب لا يدرك مداه ﴿ وَلا تُطِعِ الْكَـافِرِينَ وَالْمُنَـافِقِينَ ﴾ [
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٢٦
الأحزاب : ١] ولا تساعدهم على شيء واحترس منهم فإنهم أعداء الله والمؤمنين.
وروي أن أبا سفيان وعكرمة بن أبي جهل وأبا الأعور السلمي قدموا المدينة بعد قتال أحد فنزلوا على عبد الله بن أبيّ وأعطاهم النبي الأمان على أن يكلموه فقالوا : ارفض ذكر آلهتنا وقل إنها تنفع وتشفع، ووازرهم المنافقون على ذلك فهمّ المسلمون بقتلهم فنزلت.
أي اتق الله في نقض العهد ولا تطع الكافرين من أهل مكة والمنافقين من أهل المدينة فيما طلبوا ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا ﴾ [النساء : ١١] بخبث أعمالهم ﴿ حَكِيمًا ﴾ في تأخير الأمر بقتالهم.
﴿ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ﴾ [الأحزاب : ٢] في الثبات على التقوى وترك طاعة الكافرين والمنافقين ﴿ إِنَّ اللَّهَ ﴾ [التوبة : ١١١] الذي يوحي إليك ﴿ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء : ٩٤] أي لم يزل عالماً بأعمالهم وأعمالكم.
وقيل : إنما جمع لأن المراد بقوله ﴿ أَتَّبِعُ ﴾ هو وأصحابه، وبالياء : أبو عمر وأي بما يعمل الكافرون والمنافقون من كيدهم لكم ومكرهم بكم ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الانفال : ٦١] أسند أمرك إليه وكله إلى تدبيره ﴿ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا ﴾ [النساء : ٨١] حافظاً موكولاً إليه كل أمر، وقال الزجاج : لفظه وإن كان لفظ الخبر فالمعنى اكتف بالله وكيلاً.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٢٦