﴿ وَمِن كُلٍّ ﴾ [فاطر : ١٢] ومن كل واحد منهما ﴿ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا ﴾ [فاطر : ١٢] وهو السمك ﴿ وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ﴾ [فاطر : ١٢] وهي اللؤلؤ والمرجان ﴿ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ ﴾ [فاطر : ١٢] في كل ﴿ مَوَاخِرَ ﴾ شواقّ للماء بجريها.
يقال : فخرت السفينة الماء أي شقته وهي جمع ماخرة ﴿ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ﴾ [الإسراء : ٦٦] من فضل الله ولم يجر له ذكر في الآية ولكن فيما قبلها ولو لم يجر لم يشكل لدلالة المعنى عليه ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة : ١٨٥] الله على ما أتاكم من فضله.
ضرب البحرين العذب والملح مثلين للمؤمن والكافر.
ثم قال على سبيل الاستطراد في صفة البحرين وما علّق بهما من نعمته وعطائه، ويحتمل غير طريق الاستطراد وهو أن يشبه الجنسين بالبحرين ثم يفضّل البحر الأجاج على الكافر بأنه قد شارك العذب في منافع من السمك واللؤلؤ وجري الفلك فيه.
والكافر خلو من النفع فهو في طريقة قوله تعالى :﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَالِكَ فَهِىَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾ [البقرة : ٧٤] ثم قال ﴿ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الانْهَـارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [البقرة : ٧٤] (البقرة : ٤٧).
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٨٧
﴿ يُولِجُ الَّيْلَ فِى النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِى الَّيْلِ ﴾ [الحج : ٦١] يدخل من ساعات أحدهما في الآخر حتى يصير الزائد منهما خمس عشرة ساعة والناقص تسعاً ﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾ [الرعد : ٢] أي ذلل أضواء صوره لاستواء سيره ﴿ كُلٌّ يَجْرِى لاجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ [الزمر : ٥] أي يوم القيامة ينقطع جريهما ﴿ ذَالِكُمُ ﴾ مبتدأ ﴿ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ﴾ [الزمر : ٦] أخبار مترادفة أو ﴿ اللَّهُ رَبُّكُمْ ﴾ [يونس : ٣٢] خبر إن و ﴿ لَهُ الْمُلْكُ ﴾ [البقرة : ٢٤٧] جملة مبتدأة واقعة في قران قوله ﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ ﴾ [الأعراف : ١٩٧] يعني الأصنام التي تعبدونها من دون الله يدعون قتيبة ﴿ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ﴾ [فاطر : ١٣] هي القشرة الرقيقة الملتفة على النواة ﴿ إِن تَدْعُوهُمْ ﴾ [فاطر : ١٤] أي الأصنام ﴿ لا يَسْمَعُوا دُعَآءَكُمْ ﴾ [فاطر : ١٤] لأنهم جماد ﴿ وَلَوْ سَمِعُوا ﴾ [فاطر : ١٤] على سبيل الفرض ﴿ مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ﴾ [فاطر : ١٤] لأنهم لا يدّعون ما تدّعون لهم من
٤٨٩
الإلهية ويتبرءون منها ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَـامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ﴾ [فاطر : ١٤] بإشراككم لهم وعبادتكم إياهم ويقولون ما كنتم إيانا تعبدون ﴿ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [فاطر : ١٤] ولا ينبئك أيها المفتون بأسباب الغرور كما ينبك الله الخبير بخبايا الأمور، وتحقيقه ولا يخبرك بالأمر مخبر هو مثل خبير عالم به يريد أن الخبير بالأمر وحده هو الذي يخبرك بالحقيقة دون سائر المخبرين به، والمعنى أن هذا الذي أخبرتكم به من حال الأوثان هو الحق لأني خبير بما أخبرت به.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٨٧


الصفحة التالية
Icon