﴿ ضِيزَى * إِنْ هِىَ ﴾ [النجم : ٢٣] ما الأصنام ﴿ إِلا أَسْمَآءٌ ﴾ [يوسف : ٤٠] ليس تحتها في الحقيقة مسميات لأنكم تدعون الإلهية لما هو أبعد شيء منها وأشذ منافاة لها ﴿ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ﴾ حجة ﴿ إِن يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ ﴾ [الأنعام : ١١٦] إلا توهم أن ما هم عليه حق ﴿ وَمَا تَهْوَى الانفُسُ ﴾ [النجم : ٢٣] وما تشتهيه أنفسهم ﴿ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى ﴾ [النجم : ٢٣] الرسول والكتاب فتركوه ولم يعملوا به ﴿ أَمْ لِلانسَانِ مَا تَمَنَّى ﴾ [النجم : ٢٤] هي " أم " المنقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار أي ليس للإنسان يعني الكافر ما تمنى من شفاعة الأصنام أو من قوله :﴿ وَلَئن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّى إِنَّ لِى عِندَهُ لَلْحُسْنَى ﴾ [فصلت : ٥٠] (فصلت : ٠٥).
وقيل : هو تمني بعضهم أن يكون هو النبي ﴿ فَلِلَّهِ الاخِرَةُ وَالاولَى ﴾ [النجم : ٢٥] أي هو مالكهما وله الحكم فيهما يعطى النبوة والشفاعة من شاء وارتضى لا من تمني.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٨٩
﴿ وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِى السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِى شَفَاعَتُهُمْ شيئا إِلا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم : ٢٦] يعني أن أمر الشفاعة ضيق فإن الملائكة مع قربتهم وكثرتهم لو شفعوا بأجمعهم لأحد لم تغن شفاعتهم شيئاً قط، ولا تنفع إلا إذا شفعوا من بعد أن يأذن الله لهم في الشفاعة لمن يشاء الشفاعة له ويرضاه ويراه أهلاً لأن يشفع له فكيف تشفع الأصنام إليه لعبدتهم ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالاخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائكَةَ ﴾ [النجم : ٢٧] أي كل واحد منهم
٢٨٩
﴿ تَسْمِيَةَ الانثَى ﴾ [النجم : ٢٧] لأنهم إذا قالوا للملائكة بنات الله فقد سموا كل واحد منهم بنتاً وهي تسمية الأنثى.
﴿ وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ﴾ [النجم : ٢٨] أي بما يقولون وقرىء بها أي بالملائكة أو التسمية ﴿ إِن يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ ﴾ [الأنعام : ١١٦] هو تقليد الآباء ﴿ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِى مِنَ الْحَقِّ شيئا ﴾ [النجم : ٢٨] أي إنما يعرف الحق الذي هو حقيقة الشيء وما هو عليه بالعلم والتيقن لا بالظن والتوهم ﴿ فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا ﴾ [النجم : ٢٩] فأعرض عمن رأيته معرضاً عن ذكر الله أي القرآن ﴿ وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَواةَ الدُّنْيَا * ذَالِكَ ﴾ أي اختيارهم الدنيا والرضا بها ﴿ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ ﴾ [النجم : ٣٠] منتهى علمهم ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى ﴾ [النجم : ٣٠] أي هو أعلم بالضال والمهتدي ومجازيهما.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٨٩
﴿ وَلِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الارْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ مُّحِيطًا ﴾ [النساء : ١٢٦] بعقاب ما عملوا من السوء أو بسبب ما عملوا من السوء ﴿ وَيَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم : ٣١] بالمثوبة الحسنى وهي الجنة أو بسبب الأعمال الحسنى، والمعنى أن الله عز وجل إنما خلق العالم وسوى هذه الملكوت ليجزي المحسن من المكلفين والمسيء منهم إذ الملك أهل لنصر الأولياء وقهر الأعداء ﴿ الَّذِينَ ﴾ بدل أو في موضع رفع على المدح أي هم الذين ﴿ يَجْتَنِبُونَ كَبَائرَ الاثْمِ ﴾ [النجم : ٣٢] أي الكبائر من الإثم لأن الإثم جنس يشتمل على كبائر وصغائر والكبائر الذنوب التي يكبر عقابها، ﴿ كَبِيرٌ ﴾ حمزة وعلي أي النوع الكبير منه
٢٩٠