المسؤول أن يقول الله يعلم ذلك ﴿ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ ﴾ [فصلت : ٤٧] مدني وشامي وحفص وغيرهم بغير ألف ﴿ مِّنْ أَكْمَامِهَا ﴾ [فصلت : ٤٧] أوعيتها قبل أن تنشق جمع " كم " ﴿ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى ﴾ [فاطر : ١١] حملها ﴿ وَلا تَضَعُ إِلا بِعِلْمِهِ ﴾ [فاطر : ١١] أي ما يحدث شيء من خروج ثمرة ولا حمل حامل ولا وضع واضع إلا وهو عالم به، يعلم عدد أيام الحمل وساعاته وأحواله من الخداج والتمام والذكورة والأنوثة والحسن والقبح وغير ذلك ﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآءِى ﴾ [فصلت : ٤٧] أضافهم إلى نفسه على زعمهم وبيانه في قوله ﴿ أَيْنَ شُرَكَآءِىَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَـاقُّونَ ﴾ وفيه تهكم وتقريع ﴿ قَالُوا ءَاذَنَّـاكَ ﴾ [فصلت : ٤٧] أعلمناك وقيل أخبرناك وهو الأظهر إذ الله تعالى كان عالماً بذلك وإعلام العالم محال، أما الإخبار للعالم بالشيء فيتحقق بما علم به إلا أن يكون المعنى إنك علمت من قلوبنا الآن إنا لنشهد تلك الشهادة الباطلة، لأنه إذا علمه من نفوسهم فكأنه أعلموه.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٤٢
﴿ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ ﴾ [فصلت : ٤٧] أي ما منا أحد اليوم يشهد بأن لك شريكاً وما منا إلا من هو موحد لك، أو مامنا من أحد يشاهدهم لأنهم ضلوا عنهم وضلت عنهم آلهتهم لا يبصرونها في ساعة التوبيخ.
وقيل : هو كلام الشركاء أي ما منا من شهيد يشهد بما أضافوا إلينا من الشركة ﴿ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَدْعُونَ ﴾ [فصلت : ٤٨] يعبدون ﴿ مِن قَبْلُ ﴾ [يوسف : ٦] في الدنيا ﴿ وَظَنُّوا ﴾ وأيقنوا ﴿ مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ ﴾ [فصلت : ٤٨] مهرب.
﴿ لا يَسْـاَمُ ﴾ [فصلت : ٤٩] لا يمل ﴿ الانسَـانِ ﴾ الكافر بدليل قوله ﴿ وَمَآ أَظُنُّ السَّاعَةَ قَآ ـاِمَةً ﴾ [الكهف : ٣٦] ﴿ مِن دُعَآءِ الْخَيْرِ ﴾ [فصلت : ٤٩] من طلب السعة في المال والنعمة والتقدير من دعائه الخير فحذف الفاعل وأضيف إلى المفعول ﴿ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ ﴾ [فصلت : ٤٩] الفقر ﴿ فَيَئُوسٌ ﴾ من الخير ﴿ قَنُوطٌ ﴾ من الرحمة بولغ فيه من طريقين : من طريق بناء فعول، ومن طريق التكرير.
والقنوط أن يظهر عليه أثر اليأس فيتضاءل وينكسر أي يقطع الرجاء من فضل الله وروحه وهذا صفة الكافر بدليل قوله تعالى
١٤٣
﴿ يَـابَنِىَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَا يـاَسُواْ مِن ﴾ [يوسف : ٨٧] (يوسف : ٧٨) ﴿ وَلَـاـاِنْ أَذَقْنَـاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـاذَا لِى ﴾ [فصلت : ٥٠] وإذا فرجنا عنه بصحة بعد مرض أو سعة بعد ضيق قال هذا لي أي هذا حقي وصل إليّ لأني استوجبته بما عندي من خير وفضل وأعمال بر، أو هذا لي لا يزول عني ﴿ وَمَآ أَظُنُّ السَّاعَةَ قَآ ـاِمَةً ﴾ [الكهف : ٣٦] أي ما أظنها تكون قائمة ﴿ وَلَـاـاِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّى ﴾ [فصلت : ٥٠] كما يقول المسلمون ﴿ إِنَّ لِى عِندَهُ ﴾ [فصلت : ٥٠] عند الله ﴿ لَلْحُسْنَى ﴾ أي الجنة أو الحالة الحسنى من الكرامة والنعمة قائساً أمر الآخرة على أمر الدنيا ﴿ فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا ﴾ [فصلت : ٥٠] فلنخبرنهم بحقيقة ما علموا من الأعمال الموجبة للعذاب ﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾ [فصلت : ٥٠] شديد لا يفتر عنهم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٤٢


الصفحة التالية
Icon