يقول الفقير : هذا القول هو الموافق للحكمة لأن الله تعالى يبتلى عباده بالخير والشر ليرجعوا إليه ألا ترى إلى قريش حيث إن الله جعل لهم سبع سنين كسني يوسف بدعاء النبي عليه السلام ليرجعوا أعمالاً كانوا عليه من اشرك فلم يرفعوا له رأساً ﴿وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ﴾ أي يوصل إليكم ويعط لكم المدد والقوة بهما كما قال الله تعالى ويزدكم قوة إلى قوتكم ﴿وَيَجْعَل لَّكُمْ﴾ أي وينشيء لكم ﴿جَنَّـاتٍ﴾ بساتين ذوات أشجار وأثمار ﴿وَيَجْعَل لَّكُمْ﴾ فيها ﴿أَنْهَـارًا﴾ جارية تزينها بالنبات وتحفظها عن اليبس وتفرح القلوب وتسقي النفوس كان الظاهر تقديم الجنات والأنهار على الامداد لكونهما من توابع الإرسال وإنا رهما لرعاية رأس الآية وللإشعار بأن كلا منهما نعمة إلهية على حدة وعن الحسن البصري قدس سره إن رجلاً شكا إليه الجدب فقال استغفر الله وشكا إليه آخر الفقر وآخر قلة النسل وآخر قلة ربع أرضه فأمرهم كلهم بالاستغفار فقال له الربيع بن صبيح أتاك رجل يشكون أبواباً ويسألون أنواعاً فأمرتهم كلهم بالاستغفار فتلاله الآية قال في فتح الرحمن ولذلك شرع الاستغفار في الاستسقاء وهو الدعاء بطلب السقيا على وجه مخصوص فإذا أجدبت الأرض وقحط المطر سن الاستسقاء بالاتفاق ومنع أبو حنيفة وأصحابه من خروج أهل الذمة ولم يمنعوا عند الثلاثة ولم يختلطوا بالمسلمين ولم يفردوا بيوم وقد سبق بعض تفصيله في سورة البقرة ﴿مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾ إنكار لأن يكون لهم سبب ما في عدم رجائهمتعالى وقاراً على أن الرجاء بمعنى الاعتقاد أي الظن بناء على إنه أي الرجاء إنما يكون بالاعتقاد وأدنى درجته الظن والوقار في الأصل السكون والحلم وهو ههنا بمعنى العظمة لأنه يتسبب عنها في الأغلب ولا ترجون حال من ضمير المخاطبين والعامل فيها معنى الاستقرار في لكم ولله متعلق بمضمر وقع حالاً من وقاراً ولو تُر لكان صفة له والمعنى أي سبب حصل لكم واستقر حال كونكم غير معتقدين عظمة موجية لتعظيمه بالإيمان والطاعة له أي لا سبب لكم ي هذا مع تحقق مضمون الجملة الحالية وبالفارسية يست شمارا كه اميدانداريد يعني نمى شناسيد مرخدايرا عظمت وبزر كوارى واعتقاد نمى كنيد تابترسيد ازنا فرمانى او.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٧١
وفي "كشف الأسرار" هذا الرجاء بمعنى الخوف ولوقار العظمة أي لا تخافونعظمة وعن ابن عباس رضي الله عنهما ما لكم لا تطلبون ولا تكسبون من اسم الله الأعظم ما يوقركم عنده بالتخلق بكل اسم تحته حتى تصيروا بسبب تحققكم بجميع أسمائه الداخلة فيه مظهره ومجلاه ﴿وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا﴾ يقال فعل كذا طوراً بعد طور أي تارة بعد تارة وعدا طوره أي تجاوز حده وقدره والمعنى والحال إنكم على حالة منافية لما أنتم عليه بالكلية وهي إنكم تعلمون إنه تعالى خلقكم وقدركم تارات أي مرات حالاً بعد حال عناصر ثم أغذية ثم أخلاطاً ثم نطفاً ثم علقاً ثم مضغا ثم عظاماً ولحوماً ثم أنشأكم خلقاً آخر فإن التقصير في توقير من هذه شؤونه في القرة القاهرة والإحسان التام مع العلم بها مما لا يكاد يصدر عن العاقل وقال بعضهم : هي إشارة إلى الأطوار السبعة المذكورة في قوله ولقد خلقنا الإنسان من سلالة
١٧٧
من ين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين فهذه هي التارات والأحوال السبع المترتب بعضها على بعض كل تارة أشرف مما قبلها وحال الإنسان فيها أحسن مما تقدمها.
ون صورت توبت نه نكارند بكشمير
ون قامت توسرونه كارند بكشور
كر نقش تويش بت آزر بنكارند
اشرم فروريزد نقش بت آزر
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٧١