يحسونه ولا يرونه ولا يتألمون به قطعاً سرمداً فكذلك إذا استقر أهل دار الجلال فيها بعد مرور الأحقاب يظهر على بواطنهم أثر جمال الجلال ويتذوقون به أبداً ويختفى عنهم أثر نار الجلال بحيث لا يحسونه ولا يرونه ولا يتألمون به سرمداف لكن ليس ذلك إلا بعد انقطاع حراق النار بواطنهم وظواهرهم بمرور الأحقاب وكل منهم تحرقه النار ألف سنة من سني الآخرة لشرك يوم واحد من أيام الدنيا والظاهر لعيهم بعد مرور الأحقاب هو الحال الذي يدوم عليهم أبداً وهو الحال الذي كانوا عليه في الأزل وما بينهما ابتلاآت رحمانية والابتلاء حادث قال تعالى : ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون عصمنا الله وإياكم من دار البوار انتهى.
فهذه كلمات القوم في هذه الآية ولا حرج في نقلها ونحن لا نشك في خلود الكفار وعذابهم أبداً فإن كان لهم العذاب عذاباًبعد مرور الأحقاب فقد بدالهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون كما أن المعتزلي يقطع في الدنيا بوجوب العذاب لغير التائب ثم قد يبدو له في الآخرة ما لم يكن يحتسبه من العفو وسئل الشيخ الامام مفتي الامام عز الدين ابن عبد السلام بعد موته في منام رآه السائل ما تقول فيما كنت تنكر من وصول ما يهدي من قراءة القرآن للموتى فقال هيهات وجدت الأمر خلاف ما كنت أظن قالوا خلود أهل النار من الكفار لا معارض له فبقي على عمومه وخلود أهل الكبائر له معارض فيحمل على المكث اطويل فأهل الظاهر والباطن متفقون على خلود الكفار سواء كانوا فيحمل على المكث الطويل فأهل الظاهر والباطن متفقون على خلود الكفار سواء كانوا فرعون وهامان ونمرودا ويغرهم وإنما اختلفوا في ارتفاع العذاب عن ظواهرهم بعد مرور الأحقاب وكل تأول بمبلغ علمه والنص أحق أن يتبع قال حجة الإسلام الكفرة ثلاث فرق منهم من بلغه اسم نبينا عليه السلام وصفته ودعوته كالمجاورين في دار الإسلام فهم الخالدون لا عذر لهم ومنهم من بلغه الاسم دون الصفة وسمع إن كذاباً مسلماً اسمه محمد ادعى النبوة ومنهم من لم يبلغه اسمه ولا رسمه وكل من هاتين الفرقتين معذور في الكفر ونقل مثله عن الأشعري كذا في شرح العقائد لمصلح الدين وقال المولى داود القيصري في شرح الفصوص الويعد هو العذاب الذي يتلعق بالاسم المتنقم وتظهر أحكامه في خمس طوائف لا غير لأن أهل النار إما مشرك أو كافر أو منافق أو عاص من المؤمنين وهو ينقسم إلى الموحد العارف الغير العامل والمحجوب وعد تسلط سلطان المنتقم عليهم يتعذبون بنيران الجحيم وأنواع العذاب غيرم خلدة على أهله لانقطاعه بشفاعة الشافعين وآخر من يشفع وهو أرحم الراحمين جزاء وفاقاً} أي جوروا بذلك جزاء وفاقاً لأعمالهم وأخلاقهم كأنه نفس الوفاق مبالغة أو ذا وفاق لها على حذف المضاف أو وافقها وفاقاً فيكون وفاقاً مصدراً مؤكداً لفعله كجزاء والجملة صفة لجزاء وجه الموافقة بينهما إنهم أتوا بمعصية عظيمة وهي الكفر فعوقبوا عقاباً عظيما وهو التعذيب بالنار فكما إنه لا ذنب أعظم من الشرك فكذا الأجزاء أقوى من التعذيب بالنار وجزاء سيئة سيئة مثلها فتوافقا وقيل كان وافقاً حيث لم يزد على قدر الاستحقاق ولم ينقص عنه قال سعدي المفتي : اعلم أن الكفار لما كان من نيتهم الاستمرار على الكفر كما سيشير إليه قوله تعالى :
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٩٢
﴿إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا﴾ إذ معناه إنهم كانوا مستمرين على الكفر كما سيشير إليه قوله تعالى : إنهم كانوا لا يرجون حساباً إذ معناه إنهم كانوا مستمرين على الكفر كما سيشير إليه قوله تعالى : إنهم كان لا يرجون حساباً إذ معناه إنهم كانوا مستمرين على الكفر مع عدم توقع الحساب فوافقه عدم تناهي العذاب والليث فيها أحقاباً بعد أحقاب ولما كانوا مبدلين التصديق الذي
٣٠٥