أي قربت من المتقين ليدخلوها كقوله تعالى :[التكوير : ١٤]﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ﴾ وعن الحسن رحمه الله إنهم يقربون منها لا إنها تزول عن موضعها فالمراد من التقريب التعكيس للمبالغة كما في قوله تعالى : ويوميعرض الذين كفروا على النار حيث تعرض النار عليهم تحقيراً وتحسيراً فقلب مبالغة ويحتمل أن يكون المراد التقريب المعنوي وهو جعل أهلها مستحقين لدخولها مكرمين فيها وفيه إشارة إلى تقريب نعيم آثار الرضى واللطف من المتقين وكذا جنة الوصول والوصال لمحبي الجمال والكمال كما قيل هذه اثنتا عشر خصلة ست منها في الدنيا أي فيما بين النفختين وهن من أول السورة إلى قوله وإذا البحار سجرت على أن المراد بحشر الوحوش جمعها من كل ناحية لا بعثها للقصاص وسعت في الآخرة أي بعد النفخة الثانية وقال أبي بن كعب رضي الله عنه، ست آيات قبل القيامة بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس فبيناهم كذلك إذ تناثرت النجوم فبينماهم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت وفزعت الجن إلى الإنس والأنس إلى الجن واختلطت الدواب والطير والوحوش وماج بعضهم في بعض فحينئذٍ تقول الجن للأنس نحن نأتيكم بالخبر فينطلقون إلى البحر فإذا هو نار
٣٤٧
تتأجج أي نتهلب قال فبينماهم كذلك إذ صدعت الأرض دعة واحدة إلى الأرض السابعة السفلى وإلى السماء السابعة العليا فبيناهم كذلك إذ جاءتهم الريح فأماتتهم كذا في المعالم علمت نفس ما أحضرت} أي علمت كل نفس من النفوس ما أحضرته على حذف الراجع إلى الموصول فنفس في معنى العموم كما صرح به في قوله تعالى يوم تجد كل نفس ما علمت من خير محضراً وقوله هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وقولهم إن النكرة في سياق الإثات لا تعم بل هي للإفراد النوعية غير مطرد ويجوز أن يكون التنوين للإفراد الشخصية إشعاراً بأنه إذا علمت حينئذٍ نفس من النفوس ما أحضرت وجب على كل نفس إصلاح عملها مخافة أن تكون هي التي علمت ما أحضرت فكيف وكل نفس تعلمه على طريقة قولك لمن تنصحه لعلك ستندم على ما فعلت وربما ندم الإنسان على ما فعل فإنك لا تقصد بذلك إن ندمه مرجو الوجود لا متيقن به أو نادر الوقوع بل تريد إن العاقل يجب عليه أن يجتنب أمراً يرجى فيه الندم أو قلما يقع فيه فكيف به إذا كان قطعي الوجود كثير الوقوع والمراد بما أحضرت أعمالها من الخير والشر وبحضورها إما حضور صحائفها كما يعرب عنه نشرها وإما حضور أنفسها لأن الأعمال الظاهرة في هذه النشأة بصور عرضية تبرز في النشأة الآخرة بصور جوهرية مناسبة لها في الحسن والقبح على كيفيات مخصوصة وهيئات معينة وإسناد حضورها إلى النفس مع إنها تحضر بأمر الله لما إنه عملتها في الدنيا كأنها أحضرتها في الموقف ومعنى علمها بها حينئذٍ إنها تشاهدها على ما هي عليه في الحقيقة فإن كانت صالحة تشاهدها على صور أحسن مما كانت تشاهدها عليه في الدنيا لأن الطامات لا تخلو فيها عن نوع مشقة وقد ورد حفت الجنة بالمكاره وإن كانت سيئة تشاهدها على ما هي عليه ههنا لأنها كانت مزينة لها موافقة لهواها كما ورد وحفت النار بالشهوات وقال بعضهم : العلم بالأعمال كناية عن المجاراة عليها من حيث إن العلم لازم للمجازاة وقوله علمت الخ جواب إذ على أن المراد بها زمان واحد متسع محيط بما ذكر من أول السورة إلا هنا من الاثني عشر شيئاً مبدأ النفخة الأولى ومنتهاه فصل القضاء بين الخلائق لكن لا بمعنى إنها تعلم ما تعلم في كل جزء من أجزاء ذلك الوقت المديد أو عند وقوع داهية نم تلك الودهي بل عند نشر الصحف إلا أنه لما كان بعض تلك الدواهي من مباديه وبعضها نم روادفه نسب علمها بذلك إلى زمان وقوع كلها تهويلاً للخطب وتفظيعاً للحال وعن عمر وابن عباس رضي الله عنهم إنهما قرأ السورة فلما بلغا إلى قوله علمت نفس ما أحضرت قالا لهذه أجريت القصة وعن ابن مسعود رضي الله عنه إن قارئاً قرآها عنده فلما بلغ علمت نفس ما أحضرت قال وانقطاع ظهراه أي قاله خوفاً من القيامة ومجازاة الأعمال.
در آنروز هر نفسي بيندكه باهر خيري كرامتي وعطاييست وباهر شرى ملامتي وجزايي برنيكى حسرت خوردكه را زياده نكردم وبريدى اندوه كشدكه را مباشر شدم وآن حسرت واندوه هي فائده نداود.
توامروز فرصت غنيمت شمار
كه فردا ندامت نيايد بكار
بكوش أي تواناكه فرمان برى
كه در ناتواني بسى غم خورى
٣٤٨