﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاعْلَى﴾ التسبيح التنزيه واسم الله لا يصح أن يطلق عليه بالنظر إلى ذاته أو بعتبار صفة من صفاته السلبية كالقدوس أو الثبوتية كالعليم أو باعتبار فعل من أفعاله كالخالق ولكنها توقيفية عند بعض العلماء وقد سبق والأعلى صفة للرب ويجوز أن يكون صفة للاسم والأول أظهر ومعنى علوه تعالى أن يعلو عن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين ومعنى أعلويته إن له الزيادة المطلقة في العلو قال بعضهم ليس علوه عو جهة ولا كبره كبر جثة سبحانه عن ذلك بل علو استحقاق لنعوت الجلال والكبرياء فمن عرف علوه وكبرياءه تواضع وتذلل بين يديه عباده الصالحين والمنى نزه اسمه عن الإلحاد فيه بالتأويلات الزائغة نحو أن يجعل الأعلى من العلو في المكان لا من العلو في الكمال وأن يؤخذ الاستواء بمعنى الاستقرار لا بمعنى الاستيلاء وكذا نزهه عن إطلاقه على يره بوجه يشعر بتشاركهما فيه كان يسمى الصنم ولوثن بالرب والإله ومنه تسمية العرب مسيلمة الكذاب برحمان اليمامة وكذا نزهه عن ذكره لا عى وجه الإعظام والإجلال ويدخل فيه أن يذكر اسمه عند التثاؤب وحال الغائط وكذا بالغفلة وعدم الوقوف على معناه وحقيقته ومنه إكثار القسم بذكر اسمه من غير مبالاة وقال جرير في الآية ارفع صوتك بذكره أي بذكر اسمه فإن ذكر المدلول إنما هو بذكر الاسم الدال عليه فظهر من هذا التقرير أن الاسم غير مقحم وقال بعضهم الاسم والمسمى هنا واحد أي نزه ذاته عما دخل في الوهم والخيال وفي الحديث لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال عليه السلام اجعلوها في ركوعكم فلما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال اجعلوها في سجودكم وكانوا يقولون في الركوع اللهم لك ركعت وفي السجود اللهم لك سجدت وفي الحديث دلالة على أن لفظ الاسم مقحم قاله سعدي المفتي وعلى أن الامتثال بالأمر يحصل بأن يقول سبحان ربي العظيم والأعلى بدون قراءة النظم ولذا قرأ علي وابن عمر رضي الله عنهم سبحان ربي الأعلى الذي الخ فإن قوله سبح أمر بالتسبيح فلا د وأن يذكر ذلك التسبيح وما هو الأقول سبحان ربي الأعلى ومثله سبحان ربك العزة فإن معناه نزه ربك العزة فيحصل الامتثال بأن يقول سبحان ربنا رب العزة على معنى
٤٠٢
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٠٢