أي ي أهل مكة ﴿نَارًا﴾ از آتشى كه ﴿تَلَظَّى﴾ زبانه زند وهو بحذف إحدى التاءين من تتلظى أي تتلهب فإن النار مؤنث وصفت به ولو كان ماضياً لقيل تلظت مع أن المراد بوصفها دوام التلظى بالفعل الاستمراري وفي بعض التفاسير المراد من أنذرتكم إنشاء الإنذار كقولهم بعت واشتريت أو أخبار يراد به الإنذار السابق في مثل قوله تعالى في سورة المدثر سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقى ولا تذر لواحة للبشر فإنها لأل سورة نزلت عند الأكثرين وهذا أشد تخويفا من أن يقال خافوا واتقوا ناراً تلظى ﴿لا يَصْلَااهَآ﴾ صليا لازماً ولا يقاسي حرها ﴿إِلا الاشْقَى﴾ الزائد في الشقاوة وهو الكافر فإنه أشقى من الفاسق وفي "كشف الأسرار" يعني الشقي والعرب تسمى الفاعل أفعل في كثير من كلامهم منه قوله تعالى :[آل عمران : ١٣٩-١٦]﴿وَأَنتُمُ الاعْلَوْنَ﴾ وقوله واتبعك الأرذلون انتهى فالفاسق لا يصلاها صليا لازماً ولا يدخلها دخولاً أبدياً وقد صرح به قوله تعالى الذي كذب وتولى} أي كذب بالحق واعرض عن الطاعة وليس هذا إلا الكافر ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا﴾ أي سيبعد عنها بحيث لا يسمع حسيسها والفاعل المجنب المبعد هو الله وبالفارسية وزود بودكه دور كرده شودازان آتش ﴿الاتْقَى﴾ المبالغ في الاتقاء عن الكفر والمعاصي فلا يحوم حولها فضلاً عن دخولها أو صليها الأبدي وإما من دونه ممن يتقى الكفر دون المعاصي وهو المؤمن الشقي الفاسق الغير التائب فلا يبعد عنها هذا التبعيد بل يصلاها وإن لم يذف شدة حرها كما ذاق الكافر لكونه في الطبقة الفوقانية من طبقات النار فذلك لا يستلزم صليها بالمعنى المذكور فلا يقدح في الحصر السابق وفي "كشف الأسرار" ألا تقى بمعنى التقى كالأشقى بمعنى الشقي قال الشاعر :
تمنى رجال إن أموت وإن أمت
فتلك سبيل لست فيها بأوحد
كتاب تفسير روح البيان المجلد الثالث من ص٤٥٠ حتى ص٤٦١ رقم٤٦
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٤٧
أي بواحد انتهى ﴿الَّذِى يُؤْتِى مَالَهُ﴾ يعطيه ويصرفه في وجوه البر والحسنات ﴿يَتَزَكَّى﴾ أما بدل من يؤتى داخل في حكم الصلة لا محل له أو في حيز النصب على إنه حال من ضمير يؤتى أي يطلب أ يكون عند الله زاكياً نامياً لا يريد به رياء ولا سمعة أو متزكيا متطهراً من الذنوب ومن دنس البخل ووسخ الإمساك ﴿وَمَا لاحَدٍ عِندَه مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى﴾ استئناف مقرر لكون إيتائه للتزكى خالصاً لوجه الله أي ليس لأحد عنده نعمة ومنة من شأنها أن تجزى وتكافأ فيقصد بإيتاء ما يؤتى مجازاتها ﴿إِلا ابْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ الاعْلَى﴾ استثناء منقطع من نعمة لأن ابتغاء وجه ربه ليس من جنس نعمة تجزى فالمعنى لكن فعل ذلك ابتغاء وجه ربه الأعلى أي لابتغاء ذاته وطلب رضه فهو في الحقيقة مفعول له وما أتى من المال مكاأة على نعمة سالفة فذلك يجري مجرى أداء الدين فلا يكون له دخل في استحقاق مزيد الثواب وإنما يستحق الثواب إذا كان فعله لأجل إن الله أمره به وحثه
٤٥٠
عليه ومعنى الأعلى العلى الرفيع فوق خلقه بالقهر والغلبة كما قاله أبو الليث.
وقال القاشاني : وصف الوجه الذي هو الذات الموجودة مع جميع الصفات بالأعلى لأن تعالى بحسب كل اسم وجهاً يتجلى به لمن يدعوه بلسان حاله بذلك الاسم ويعبده باستعداده والوجه الأعلى هو الذي له بحسب اسمه الأعلى الشامل لجميع الأسماء وإن جعلته وصفاً لرب فالرب هو ذلك الاسم انتهى.
والآية نزلت في حق أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حين اشترى بلالاً رضي الله عنه في جماعة كعامر بن فهيرة وأخيه وعبيد وزنيرة كسكينة وهي مملوكة رومية وابنتها أم عميس وأمة بني المؤمل والنهدية ابنتها وكانت زنيرة ضيفة البصر فقال المشركون اذهب اللات والعزى بصرها لما خالفت دينهما فرد الله بصرها بعد ذلك وكان المشركون يؤذون هؤلاء المذكورين ليرتدوا عن الإسلام فاشتراهم أبو بكر فأعتقهم ولذلك قالوا المراد بالأشقى أبو جهل أو أمية بن خلف.
در كشف الأسرار آورده كه اين سوره درباده دوكس است يكى اتقى كه يشرو صديقا نست يعني أبو بكر رضي الله عنه، ويكى اشقى كه يشرو زند يقانست زاهل ضلالت يعني أبو جهل ودر فاتحه اين سوره كه بشب وروز قسم ياد ميكند اشارتست بظلمت يكى ونورانيت ديكر يعني درشب ضلالت كسى را آن كمرهى نبودكه أبو جهل شقى را ودر روز دعوت هيكس را ان نور هدايت ظاهر نشدكه أبو بكر تقى را.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٤٧
سر روشند لان صديق أعظم
كه شد أقليم تصديقش مسلم
زمهرش روز دين را روشنايى
بدو أهل يقين را آشنايى
آورده اندكه أمية بن خلف بلال راكه بنده أبو بود بأنواع آزارها عذاب ميكرد تا ز دين بركردد وهر زمان آتش محبت رباني در باطن أو أفروخته تربود.
آنجاكه منتهاي كمال ارادتست
هرند جور يش محبت زيادتست