يتيمتان غاليتان لما فيهما من الحكم والمعارف ولذا كانتا هما وسورة النصر من سور الكمل من الأولياء ولما نزلت سورة الضحى كبر صلى الله عليه وسلّم فرحا بنزول الوحي فصار سنة الله أكبر أولاً إله إلا الله والله أكبر كما في "الكواشي" وقال في إنسان العيون لما نزلت السورة المذكورة كبر عليه السلام فرحاً بنزول الوحي واستمر عليه السلام، لا يجاهر قومه بالدعوة حتى نزل وإما بنعمة ربك فحدث فعند ذلك كبر عليه السلام أيضاً وكان ذلك سبباً للتكبير في افتتاح السورة التي بعدها وفي ختمها إلى آخر القرآن وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قرأ كذلك على النبي عليه السلام، بعد أمره له بذلك وإنه كان كلما ختم سورة وقف وقفة ثم قال : الله أكبر، هذا وقيل أن أول ابتداء التكبير من أول ألم نشرح لا من أول الضحى وقيل : إن التكبير إنما هو لآخر السورة وابتداؤه من آخر سورة الضحى إلى آخر قل أعوذ برب الناس والإتيان بالتكبير في الأول والآخر جمع بين الروايتين الرواية التي جاءت بأنه يكبر في أول السورة المذكورة والرواية الأخرى أنه يكبر في آخرها ونقل عن الشافعي رحمه الله، إنه قال لآخر إذا تركت التكبير من الضحى إلى الحمد في الصلاة وخارجها فقط تركت سنة من سنن نبيك عليه السلام، لكن في كلام الحافظ ابن كثير ولم يرد ذلك أي التكبير عند نزول سورة الضحى بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف وفي "فتح الرحمن" صح التكبير عن أهل مكة قرائهم وعلمائهم وصح أيضاً عن أبي جعفر وأبي عمر ووورد عن سائر القراء عند الختم وهو سنة مأثورة عن النبي عليه السلام، وعن الصحابة والتابعين في الصلاة وخارجها لكن من فعله فحسن ومن لم يفعله فلا خرج عليه وإما ابتداؤه فاختلف فيه فروى أنه من أول ألم نشرح وروى أنه من أول الضحى واختلف أيضاً في انتهائه فروى أن انتهاءه آخر سورة الناس وروى أولها وقد ثبت نصه عن الإمامين الشافعي وأحمد رحمهما الله ولم يستحبه الحنابلة لقراءة غير ابن كثير ولم اطلع على نص في ذلك لأبي حنيفة ومالك رحمهما الله ولفظه الله أكبر في رواية البزي وقنبل وروى عنهما التهليل قبل التكبير ولفظه لا إله إلا الله والله أكبر، والوجهان عنهما صحيحان جيدان مشهوران مسعملان وفي صفة التكبير في رواية ابن كثير بين كل سورتين أربعة عشر وجهاً الأول قطعه عن آخر السورة ووصله بالبسملة ووصل البسملة بأول السورة الآتية وهو ولسوف يرضى قف الله أكبر
٤٦٠
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٥٢
قف بسم الله الرحمن الرحيم، صل والضحى والثاني قطعه عن آخر السورة ووصله بالبسملة والوقف على البسملة ثم الابتداء بأول السورة وهو لسوف يرضى قف الله أكبر، صل بسم الله الرحمن الرحيم، قف والضحى والثالث وصله بآخر السورة والقطع عليه ووصل البسملة بأول السورة وهو ولسوف يرضى صل الله أكبر قف بسم الله الرحمن الرحيم صل والضحى وارابع وصله بآخر السورة والقطع عن البسملة وهو ولسوف يرضى صل الله، أكبر قف بسم الله الرحمن الرحيم قف والضحى والخامس قطع التكبير عن آخر السورة وعن البسملة ووصل البسملة بأول السورة وهو ولسوف يرضى قف الله أكبر قف بسم الله الرحمن الرحيم صل والضحى والسادس وصل التكبير بآخ السورة والبسملة وبأول السورة وهو ولسوف يرضى صل الله أكبر صل بسم الله الرحمن الرحيم صل والضحى والسابع قطع الجميع أي قطع التكبير عن السورة الماضية وعن البسملة وقطع البسملة عن السورة الآتية وهو ولسوف يرضى قف الله أكبر قف بسم الله الرحمن الرحيم قف والضحى فهذه السبعة صفته مع التكبير ويأتي مع التهليل مثل ذلك وبقى وجه لا يجوز وهو وصل التكبير بآخر السورة وبالبسملة مع القطع عليها وهو ولسوف يرضى الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم بالوصل في الجميع ثم يست على البسملة ثم يبتدىء والضحى فهذا ممتنع إجماعاً لأن البسملة لأول السورة فلا يجوز أن تجعل منفصلة عنها متصلة بآخر السورة قبلها.
واعلم أن القارىء إذا وصل التكبير بآخر السورة فإن كان آخرها ساكناً كسره للساكنين نحو فحدث الله أكبر وفارغب الله أكبر وإن كان منوناً كسره أيضاً للساكنين سواء كان احرف المنون مفتوحاً أو مضموماً أو مكسوراً نحو تواباً الله أكبر، ولخبير الله أكبر ومن مسد الله أكبر وإن كان آخر السورة مفتوحاً فتحه وإن كان مسكوراً كسره وإن كان مضموماً ضمه نحو قوله إذا حسد الله أكبر والناس الله أكبر وإلا بتر الله أكبر وشبهه وإن كان آخر السورة هاء كناية موصولة بواو حذف صلتها للساكنين نحو ربه الله أكبر وشراً يره الله أكبر، وأسقط الف الوصل التي في أول اسم الله في جميع ذلك استغناء عنها الكل في "فتح الرحمن" لكن المواضع منها ينبغي أن يقطع عن التكبير حذراً من الإيهام وإن كان مقتضى القياس الوصل نحو إلا بتر الله أكبر، وحسد الله أكبر.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٥٢
ثماني آيات مكية وعند ابن عباس رضي الله عنهما مدنية


الصفحة التالية
Icon