جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧
يقول الفقير : أيده الله القدير هذا ما قالوا والظاهر إن الله تعالى مع كفاية نصرته ذكر بعد نفسه من كان أقوى في نصرته عليه السلام، من المخلوقات لكون المقام مقام التظاهر لكون عائشة وحفصة متظاهرتين وزاد في الظهير لكون المقام مقام التهديد أيضاً وقدم جبريل على الصلحات لكونه أول نصير له عليه السلام، من المخلوقات وسفيراً بينه وبين الله تعالى وقدم الصلحاء على الملائكة لفضلهم عليه في باب النصرة لأن نصرة الملائكة نصرة بالفعل القالبي ونصرة الصلحاء نصرة به وبالهمة وهي أشد وما يفيده البعدية من أفضلية تظاهرهم على تظاهر الصلحاء فمن حيث الظاهر إذ هم أقدر على الأفعال الشاقة من البشر فاقتضى مقام التهديد ذكر البعدية وفي قوله وصالح المؤمنين إشارة إل غريبة أطلعني الله تعالى عليها وهي إن صالحا اسم النبي عليه السلام، كما في المفردات، فإن قلت كيف هو ونصرة النبي لنفسه محال قلت هذه نصرة من مقام ملكيته لمقام بشريته ومن مقام جمعه لمقام فرقه ومن مقام ولايته لمقام نبوته كالتسليم في قوله السلام عليك أيها النبي إن صح إنه عليه السلام، قال في تشهده ونظيره نصرة موسى عليه السلام لنفه حين فر من القبط كما قال ففررت منكم وذلك لأن فيه نصرة نفسه الناطقة لنفسه الحيوانية وفيه إشارة أيضاً إلى القلب والقوى الروحانية النمصورة على النفيس بتأييد الله تعالى وتأييد ملك الإلهام قال بعض الكبار ليس في العالم أعظم قوة من المرأة يسر لا يعرفه إلا من عرف فيم وجد العالم وبأي حركة أوجده الحق تعالى وإنه عن مقدمتين فإنه نتيجة والناتج طالب والطالب مفتقر والمنتوج مطلوب والمطلوب له عزة الافتقار إليه
٥٤
والشهوة فيذلك البة فقد فقد بان لك محل المرأة من الموجودات وما الذي ينظر إليها من الخضرة الإلهية وبما ذا كانت لها القوة ود نبه تعالى على ما خصها به من القوة بقوله وإن تظاهرا الخ وما ذكر إلا معيناً قوياً من الملائكة الذين لهم الشدة والقوة فإن صالح المؤمنين يفعل بالهمة وهو أقوى من الفعل فإن فهمت فقد رميت بك على الطريق فإه تعالى نزل الملائكة بعد ذكره نفسه وجبريل وصالح المؤمنين منزلة المعينين ولا قوة إلا بالله وقد أخبر الشيخ أفضل الدين الأقدمي قدس سره : إنه تفكر ذات ليلة في قوله تعالى وما يعلم جنود ربك إلا هو قال فقلت أين النمازع الذي يحتاج في مقاتلته إلى جنود السموات والأرض وقد قال تعالى : والله جنود السموات والأرض وإذا كان هؤلاء جنوده فمن يقاتلون وما خرج عنهم شخص واحد فإذا بها تف يقول لي لا تعجب فثمة ما هو أعجب فقلت وما هو فقال الذي قصه الله في حق عائشة وحفصة قلت وما قص فتلا وإن تظاهرا الخ فهذا أعجب من ذكر الجنود انتهى.
قال : فتحرك خاطري إلى معرفة هذه العظمة التي جعل الله نفسه في مقابلتها وجبريل وصالح المؤمنين فأخبرت بها في واقعة فما سررت بشيء سروري بمعرفة ذلك وعلمت من استندنا إليه ومن يقويهما وعلمت إن الله تعالى لولا ذكر نفسه في النصرة ما استطاعت الملائكة والمؤمنون مقاومتهما وعلمت إنهما حصل لهما من العلم بالله والتأثير في العالم ما أعطاهما هذه القوة وهذا من العلم الذي كهيئة المكنون فشكرت الله على ما أولى انتهى.
وكان الشيخ على الخواص قدس سره يقول : ما أظن أحداً من الخلق استند إلى ما استند إليه هاتان المرأتان يقول لوط عليه السلام : لو أن لي بكم قوة أوآوى إلى ركن شديد فكان عنده والله الركن الشديد ولكن لم يعرفه وعرفاه عائشة وحفصة فلم يعرف قدر النساء لا سيما عائشة وحفصة إلا قليل فءٌّ النساء من حيث هن لهن القوة العظيمة حتى إن أقوى الملائكة المخلوقة من أنفاس العامة الزكية من كان مخلوقاً من أنفسا النساء ولو لم يكن في شرفهن إلا استدعاؤهن أعظم ملوك الدنيا كهيئة السجود لهن عند الجماع لكان في ذلك كفاية فإن السجود أشرف حالات العبد في الصلاة ولولا الخوف من أثاره أمر في نفوس السامعين يؤديهم إلى أمور يكون فيها حجابهم عما دعاهم الحق تعالى إليه لأظرت من ذلك عجباً ولكن لذلك أهل والله عليم وخبير عسى ربه} سزاست وشايد روردكار او.
يعني النبي عليه السلام
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧
﴿إِن طَلَّقَكُنَّ﴾ اكر طلاق دهدشماراكه زنان اوييد.
وهو شرط معترض بين اسم عسى وخبرها وجوابه محذوف أو متقدم أي طلقكن فعسى ﴿أَن يُبْدِلَهُ﴾ أي يعطيه عليه السلام بدلكن ﴿أَزْوَاجًا﴾ مفعلو ثان ليبدله وقوله ﴿خَيْرًا مِّنكُنَّ﴾ صفة للأزواج وكذا ما بعده من قوله مسلمات إلى ثيبات وفيه تغليب المخاطب على الغائبات فالتقدير إن طلقكما وغيركما أو تعميم الخطاب لكل الأزواج بأن يكن كلهن مخاطبات لما عاتبهما بأنه قد صغت قلوبكما وذلك يوجب التوبة شرع في تخويفهما بأن ذكر لهما إنه عليه السلام يحتمل يطلقكما ثم إنه إن طلقكما لا يعود ضرر ذلك إلا اليكما لأنه يبدله أزواجاً خيراً منكما وليس
٥٥