(وقال الكاشفي) : غير ممنون منب نانهاده يعني حق تعالى بي واسطه كسى كه ازو منت بايد داشد بتو عطاكرد.
وفي إشارة إلى أن أنوار المكاشفات والمشاهدات غير مقطوعة لكونها سرمدية فلا يزال العارف يترقى في الشهود في جميع المواطن ولا ممنوة لأن الفتح والفيض إنا يجبيء من عند الله لا من عند غيره فا يمن على عباده لا العباد بعضهم لعى بعض وقال بعضهم : أجره قبول شفاعته وهي غير منقطعة عن أهل الكبائر من أمته لا يخيب الله رجاءه عليه السلام، في فرانهم جميعاً بلا عتاب ولا عذاب.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٠٠
يقول الفقير : الظاهر أن أجره عليه السلام، هو الله تعالى مان لا ممنون وإلى هذا المقام يشير قول الصديق رضي الله عنه، ورسوله أي أبقيت الله ورسوله حين ما قال له، عليه السلام ما أبقيت لأهلك يا أبا بكر، فالله تعالى عوض عن نفس الفاني عن نفسه وعن ولده وماله وهو الأجر العظيم لأنه العظيم وإنك لعلى خلق عظيم} لا يدرك شاوه أحد من الخلق ولذلك تحتل من جهتهم ما لا يكاد يحتمله البشر قال بعضهم : لكونك متخلقاً بأخلاق الله وأخلاق كلامه القديم ومتأيد بالتأييد القدسي فلا تتأثر بافترائهم ولا تتأذ بأذاهم إذ بالله تصبر لا بنفسك كما قال واصبر وما صبرك إلا بالله والأحد أصبر من الله وكلمة على للاستعلاء فدلت على إنه عليه السلام، مشتمل على الأخلاق الحميد ومستوللٍ على الأفعال المرضية حتى صارت بمنزلة الأمور الطبيعية له ولهذا قال تعالى :﴿قُل لا أَسْـاَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَـالَمِينَ﴾ أي لست متكلفاً فيما يظهر لكم م أخلاقي لأن المتكلف لا يدوم أمره طويلاً بل يرجع إليه الطبع وللإنسان صورة ظاهرة لها هيئة
١٠٥
يشاهدها البصر الذي هو في الرأس وهي عالم الملك وهي الشكل صورة باطنة لها سيرة يشاهدها البصيرة التي هي في القلب وهي من عالم الملكوت وهي الخلق فكما إن لهيئته الظاهرة حسناً أو قبحاً صورياً باعتبار أشكالها وأوضاعها وألوانها فكذلك لسيرته الباطنة حسن أو قبح معنوي باعتبار شمائلها وطبائعها ومن ذلك قسموا الخلق إلى المحمود والمذموم تارة وإلى الحسن والقبيح أخرى وكثيراً ما يطلق ويراد به المحمود فقط لأنه اللائق بأن يسمى خلقاً ومن هذا قوله تعالى : خلق عظيم وعليه قول الامام الرازي الخلق ملكة نفسانية يسهل على المتصف بها الإتيان بالأفعال الجميلة ونفس الإتيان بالأفعال الجميلة شيء وسهولة الإتيان بها شيء آخر فالخالة التي باعتبارها تحصل تلك السهولة الخلق وسمى خلقاً لأنه لرسوخه وثباته صار بنمزلة الخلقة التي جبل عليها الإنسان وإن احتاج في كونه ملكة راسخة إلى اعتمال وطول رياضة ومجاهدة ولذا قالوا الخلق يتبدل بالمصاحبة والمعاملة فيكون الحسن قبيحاً والقبيح حسناً على حال المصاحبين والمعاملين كما في الحديث :(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) وفي حديث آخر (لا تجالسوا أهل الأهواء والبدع فإن لهم عرة كعرة الجرب) ومن ذلك كانت مصاحبة الأخيار مستحسنة مرغباً فيها ومصاحبة الأشرار مستقبحة مرهباً عنها وكذلك يتبدل بالسعي في أسبابه ولذلك صنف أطباء الأرواح أبواباً في علم لأخلاق لبيان ما هو صحة روحانية وما هو مرض روحاني كما ألف أطباءالأشباح فصولاً ف يعلم الأبدان لبيان سبب كل مرض وعلاجه وإنما أفرد الخلق ووصفه بالعظمة كما وصف القرآن بالعظيم لينبه على أن ذلك الحلق الذي هو عليه السلام، عليه جامع المكارم الأخلاق اجتمع فيه شكر نوخ وخلة إبراهيم وإخلاص موسى وصدق وعد إسماعيل وصبر يعقوب وأيوب واعتذار دادو وتواضع سليمان وعيسى وغيرها من أخلاق سائر الأنبياء عليهم السلام، كما قال تعالى : فبهداهم اقتده إذ ليس هذا الهدى معرفة الله تعالى لأن ذلك تقليد وهو غير لائق بالرسول عليه السلام، ولا اشرائع لأن شريعته ناسحة لشرائعهم ومخالفة لها في الفروع والمراد منه الاقتداء بكل منهم فيما اختص به من الخلق الكريم لو كان كل منهم مختصاًبخلق حسن غالب على سائر أخلاقه فلما أمر بذلك فكأنه أمر بجمع جميع ما كان متفرقاً فيهم فهذه درجة عالية لم تتيسر لأحد من الأنبياء عليهم السلام فلا جرم وصفه الله بكونه على خلق عظيم كما قال بعض العارفين :
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٠٠
لكل في الأنام فضيلة
وجملتها مجموعة لمحمد
ولم يتصف عليه السلام، بمقتى قوته النظرية إلا بالعلم والعرفان والإيقان والإحسان ولم يفعل بمقتضى قوته العملية إلا ما فيه رضي الله من فرض أو واجب أو مستحب ولم يصدر منه حرام أو مفسد أو مكروه فكان هو الملك بل أعلى منه ويجمع هذا كله قول عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلقه عليه السلام، فقالت : كان خلقه القرآن أرادت به أنه عليه السلام، كان متحلياً بما في القرآن من مكارم الأخلاق ومحاسن الأوصاف ومتخلياً عما يزجر عنه من السيئات وسفساف الخصال وفي رواية قالت للسائل ألست تقرأ القرآن قد أفلح المؤمنون
١٠٦


الصفحة التالية
Icon