وفي التأويلات النجمية : نكوى خرطوم استعداده بكى نار الحجاب والبعد حتى لا يشم النفحات الإلهية والنسمات الربانية ﴿إِنَّا بَلَوْنَـاهُمْ﴾ يقال : بلى الثوب، بلى أي : خلق بلوته اختبرته كأني أخلقته من كثرة اختباري له والبلايا اختبارات والمعنى أنا ابتلينا أهل مكة بالقحط والجوع سبع سنين بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى أكلوا الجيفو الجلود والعظام والدم لترمدهم وكفرانهم نعم الله تعالى ﴿كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَـابَ الْجَنَّةِ﴾ أي : ابتلاء مثل ابتلاء أصحاب الجنة المعروف خبرها عندهم، واللام للعهد والكاف في موضع النصب على أنها نعت المصدر محذوف وما مصدرية ولجنة البستان وبالفارسية باغ.
وأصحاب الجنة قوم من أهل صنعاء وفي كشف الأسرار سه برادر بودند.
كانت لأبيهم هذه الجنة دون صنعاء بفرخسين وقال السهيلي : هي جنة بضروان وضروان على فراسخ من صنعاء وفي فتح الرحمن الجنة بستان يقال له ضروان باليمن كان أصحاب هذه الجنة بعد رفع عيسى عليه السلام، بيسير وكانوا بخلاء وكان أبوهم يأخذ منها قوت سنة ويتصدق بالباقي وكان ينادي الفقراء وقت الصرام ويترك لهم ما أخطأه النمجل وما في أسفل الأكداس وما أخطأه القطاف من العنب وما بقي على البساط الذي يبسط تحت النخلة إذا صرمت.
(قال الكاشفي) : وده ازيك حاصل نزي برايشان قسمت كردى.
فكان يجتمع لهم شيء كثير ويتزودون به أياماً كثيرة فلما مات أبوهم قال بنوه إن فعلنا ما كان يفعل أبو ناضاق علينا الأمر ونحن أولوا عيال فحلفوا فيما بينهم وذلك قوله تعالى :﴿إِذَا قَضَوْا﴾ ظرف لبلونا والإقسام سوكند خوردن يعني سوكند خوردند وارثان باغ كه نهان ازفقرا ﴿لَيَصْرِمُنَّهَا﴾ الصرام والصرم قطع ثمار النخيل وبالفارسية بار خرما بريدن.
من صرمه إذا قطعه أي ليقطعن ثمارها من الرطب والعنب ويجمعن محصولها من الحرث وغيره ﴿مُّصْبِحِينَ﴾ أي داخلين في الصباح مبكرين وسواد الليل باقي قوله ليصر منها جواب للقسم وجاء على خلاف منطوقهم ولو جاء على منطوقهم لقيل النصر منها بنون المتكلم ومصبحين حال من فاعل ليصر منها ﴿وَلا يَسْتَثْنُونَ﴾ أي لا يقولون إن شاء الله وتسميته استثناء مع إنه شرط من حيث إن مؤداه مؤدي الاستثناء فإن قولك لأخرجن إن شاء الله ولا أخرج إلا إن شاء الله بمعنى واحد والجملة مستأنفة أو حال بعد حال لعل إيراده بعد إيراد أقسامهم على فعل مضمر لمقصودهم مستنكر عند أرباب المروة وأصحاب الفتوة لتقبيح شأنهم بذكر السببين لحرمانهم وإن كان أحدهما كافياً فيه لكن ذكر الأقسام على ر مستنكر أولاً وجعل ترك الاستثناء حالاً منه يفيد أصالته وقوته في اقتضاء الحرمان والأظهر إن المعنى ولا يستثنون حصة المساكين أي لا يميزونها ولا يخرجونها كما كان يفعله
١١٤
أبوهم وقال أبو حيان : ولا ينثنون عما عزموا عليه من منع المساكين قال في تاج المصادر الاسثناء إن شاء الله كفتن واستثنا كردن.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٠٠
والباب يدل على تكرير الشيء مرتين أو جعله شيئين متوالين أو متبايين والاستثناء من قياس الباب وذلك إن ذكره يثنى مرة في الجملة ومرة في التفصيل لأنك إذا قلت خرج الناس ففي الناس زيد وعمروا فإذا قلت إلا زيداً فقد ذكرت زيداً مرة رى ذكراً ظاهراً انتهى.
قال الرغب الاستثناء إيراد لفظ يقضتي رفع بعض ما يوجبه عموم لفظ متقدم أو يقتضي رفع حكم اللفظ كما هو فمن الأول قوله تعالى :[الأنعام : ١٤٥-١٩]﴿قُل لا أَجِدُ فِى مَآ أُوحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُه إِلا أَن يَكُونَ مَيْتَةً﴾ ومن الثاني قوله لأفعلن كذا إن شاء الله وعبده عتيق وامرأته طالق إن شاء الله فطاف عليها} أي على الجنة أي أحاط بها طائف بلاء طائف كقوله وأحيط بثمره وذلك ليلاً إذ لا يكون الطائف إلا بالليل وأيضاً دل عليه ما بعده من ذكر النوم وكان ذلك الطائف ناراً نزلت من السماء فأحرقتها ﴿مِن رَّبِّكَ﴾ مبتدىء من جهته تعالى قال الراغب الطوف الدوران حول الشيء ومنه الطائف لمن يدور حول البيت حافظاً ومنه استعير الطائف من الجن والخيال والخادم وغيرها قال تعالى :[القلم : ١٩-٩٧]﴿فَطَافَ﴾.
الخ.
تعريضاً بما نالهم نم النائبة انتهى.
وهم نائمون} غافلون عما جرت به المقادير أو غافلون عن طوافه بالنوم الذي هو أخو الموت وبالفارسية وايشان خفتكان بودند.