قال الراغب : الوسط تارة يقال يما له طرفان مذمومان كالجواد الذي بين البخل والسرف فيستعمل استعمال القصد المصون عن الإفراط والتفريط فيمدح به نحو السواء والعدل ونو وكذلك جعلناكم أمة وسطاً وعلى ذلك قال أوسطهم وتارة يقال يما له طرف محمود وطرف مذموم كالخير والشر ويكنى به عن الرذل نحو قولهم وسط بين الرجال تنبيهاً على إنه قد خرج من حد الخير ألم أقل لكم لولا تسبحون} لولا تذكرون الله بالتسبيح والتهليل وتتوبون إليه من خبث نيتكم وقد كان قال لهم حين عزموا على ذلك اذكروا الله وانتقامه من المجرمين وتوبوا إليه من هذه العزيمة الخبيثة من فوركم وسارعوا إلى حسم شرها قبل حلول النقمة فعصوه فعيرهم وفي الآية دليل على أن العزم على المعصية مما يؤاخذ به الإنسان لأنهم عزموا على أن يفعلوا فعوقبوا قبل فعلهم ونظيرها قوله تعالى :[الملك : ٩]﴿وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادا بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ وعلى هذا قوله تعالى : وذروا ظاهر الإثم وباطنه والعزم قوة قصد الفعل والجزم به والمحققون على إنه يؤاخذ به وأما الهم وهو ترجيح قصد الفعل فمرفوع قالوا} معترفين بالذنب والاعتراف به يعد من التوبة ﴿سُبْحَـانَ رَبِّنَآ﴾ ننزه ربن عن كل سوء ونقصان سيما عن أن يكون ظالماً
١١٦
فما فعل ابناً ﴿إِنَّا كُنَّا ظَـالِمِينَ﴾ بقصد حرمان المساكين اتباعاً لشح النفس كأنهم قالوا نستغفر الله من سوء صنيعنا ونتوب إليه من خبث نيتنا حيث قصدنا عدم إخراج حق المساكين من غلة بستاننا ولو تكلموا بهذه الكلمة قبل نزول العذاب لنجوا من نزوله لكنهم تكلموا بها بعد خراب البصرة ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ س روى آوردند بعضي ازايشان بر بضعي ديكر ﴿يَتَلَـاوَمُونَ﴾ اللوم الملامة وبالفارسية نكوهيدن يعني خوار داشتن.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٠٠
أي يلوم عضهم بعضاً على ما فعلوا فإن منهم من ار بذلك ومنهم من استوصبه ومنه من سكت راضياً به ومنهم من أنكره وبالفارسية أين آنرامى كفت تونين انديشيدي وآن عذرمى آوردكه توهم بدين راضي بودي ﴿قَالُوا﴾ يعني بكناه خود اعتراف نمودند وازروى نياز كفتند يا وَيْلَنَآ} أي وأي بزما ودر دزدكى ﴿إِنَّا كُنَّا طَـاغِينَ﴾ متجاوزين حدود الله تعالى وبالفارسية ازحد برندكان دركنكارى كه درويشانرا محروم ساختيم ﴿عَسَى رَبُّنَآ﴾ شايد روردكار ماكه ازكرم اواميد واريم ﴿أَن يُبْدِلَنَا﴾ أن يعطينا بدلاً منها ببركة التوبة والاعتراف بالخطيئة ﴿خَيْرًا مِّنْهَآ﴾ بهترى ازان باغ ﴿إِنَّآ إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ﴾ رجون العفو طالبون الخير وإلى لانتهاء الرغبة لانتهاء الله منتهى رجائهم وطلبهم أو التضمنها معنى الرجوع وإلا فالمشهور إن تتعدى الربة بكلمة في أو عن دون إلى روى إنهم تعاقدوا وقالوا إن أبدلنا الله خيراً منها لنصعن كما صنع أبونا فدعوا الله وتضرعوا إليه فأبدلهم الله من ليلتهم ما هو خير مها قالوا إن الله أمر جبريل أن يقلتع تلك الجنة المحترقة فيجعلها بزعر من أرض الشام أي موضع قليل النبات ويأخذ من الشام جنة فيجعلها مكانها وقال ابن مسعود رضي الله عنه إن القوم لما أخلصوا وعرف الله منهم الصدق أبدلهم جنة يقال لها الحيوان فيها عنب يحمل البغل منه عنقوداً قال أبو خالد اليماني دخلت تلك الجنة فرأيت كل عنقود منها كالرجل الأسود القائم يعني دران باغ خوشه انكور ديدم برابر مرذدى سياه براي ايستاده محققان كفته اندهركه ببلايى مبتلاً كردد وثمال أو عرضة تلف شودودا وتأمل نمايدو داندكه باستحقاق برونارل شده س بكناه اعتراف نموده بحضرت عزت بازشت كندبهترو خوشتر ازآنه ازوبازستده بدودهد نانه بوستان حيون بعوض باغ ضرواني ويررومي قدس سره ازين معنى خبر ميدهد آنجا ميفرمايد.
أو لم خم شكست وسركه بريخت
من نكويم كه اين زيانم كرد
صدخم شهد صافي ازى آن
عوضم داد وشادمانم كرد
وسئل قتادة عن أصحاب الجنة أهم من أهل الجنة أم من أهل النار فقال لقد كلفتني تعباً وعن الحسن رحمه الله قول أصحاب الجنة أنا إلى ربنا راغبون لا أدري إيماناً كان ذلك منهم أو على حد ما يكون من المشركني إذا أصابتهم الشدة فتوقف في أمرهم والأكثروني على إنهم تابوا وأخلصوا حكاه القشيري قدس سره.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٠٠
يقول الفقير : إن كان ذلك القول منهم على حد ما يصدر من المضطر فإبدال الله إياهم جنة خيراً من جنتهم يكون من قبيل الاستدراج وإن كان عن توبة وإخلاص فذلك الإبدال من آثار تحقيق التوبة ونتائج الإخلاص فإن للإخلاص ثمرات عجبة وعن
١١٧


الصفحة التالية
Icon