في ذلك، فقال لي : إنه في كل وقت صلاة يدفع إليّ ديناراً، فقلت : وهل معه شيء؟ قال : لا ولكنه إذا فرغ من صلاته ضرب بيده إلى الأرض ودفع لي ذلك، فلما كان الغد لبست ثوباً خلقاً وركبت فرساً دوناً وسرت مع الموكل لأتعرف صحة ذلك، فلما دنا وقت صلاة الظهر أومى إلي أن يدفع لي ديناراً حتى أتركه يصلي فأشرت إليه إني لا آخذ إلا دينارين، فأومى برأسه نعم فلما فرغ من صلاته رأيته قد ضرب بيده إلى الأرض فدفع إليّ منها دينارين، فلما كان وقت العصر أشار كالمرة الأولى فأشرت إليه إني لا آخذ إلا خمسة دنانير، فأشار إليّ بالإجابة فلما فرغ من صلاته فعل كفعله الأول فدفع إليّ خمسة دنانير، فلما كان وقت المغرب أشار كذلك فقلت لا آخذ إلا عشرة فأجابني، فلما صلى فعل كما تقدم فدفع إليّ عشرة فلما نزلنا وأصبحنا دعوت به وسألته عن خبره وخيرته في رجوعه إلى بلاد الإسلام فاختار الرجوع فأركبته بغلاً ودفعت له زاداً وحملته بنفسي على البغل، فقال : أماتك الله تعالى على أحب الأديان إليه، فوقع في قلبي من ذلك الوقت الإسلام.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤١٤
فعلى المؤمن المخلص أن يعظم الرسول الذي أرسله الله بهذا الدين الحق، وقد عظمه الله ورفع ذكره وكتب اسمه على صفحات الكون.
قال بعض الشيوخ : دخلت بلاد الهند فوصلت إلى مدينة رأيت فيها شجرة تحمل ثمراً يشبه اللوز له قشرة فإذا كسرت خرجت منها ورقة خضراء مطوية مكتوب عليها بالحمرة لا إله إلا الله محمد رسول الله كتابة هندية، وأهل الهند يتبركون بها ويستسقون بها إذا منعوا الغيث ويتضرعون عندها، فحدثت بهذا الحديث أبا يعقوب الصياد، فقال لي : ما أستعظم هذا كنت بالأيلة فاصطدت سمكة مكتوب على أذنها اليمنى لا إله إلا الله، وعلى اليسرى محمد رسول الله، فقذفت بها إلى الماء وإنما قذف بها احتراماً لها لما عليها من اسم الله تعالى واسم رسوله عليه السلام.
شهباز هواي قاب قوسين
رشد زتو آشيان كونين
وفي الحديث :"لا تجعلوني كقدح الراكب" أي لا تنسوني في حالة الشدة والرخاء "ولا تذكروني كصنيع الراكب مع قدحه المعلق في مؤخر رحله، إذا احتاج إليه من العطش استعمله وإذا لم يحتج إليه تركه" وقيل لا تجعلوني في آخر الدعاء فإن اللائق أن يذكر اسمه الشريف أولاً وآخراً ويجعل الدعاء له عنوان الأدعية.
هر ند شد آخرين مقدم
شد بر همه نورتو مقدم
جعلنا الله وإياكم من خدام عتبة بابه والمتقربين بكل وسيلة إلى عالي جنابه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤١٤
يا اأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الاحْبَارِ} أي : علماء اليهود وهم من ولد هارون.
﴿وَالرُّهْبَانِ﴾ وهم : أصحاب الصوامع من النصارى جمع راهب وقد سبق.
﴿لَيَأْكُلُونَ أَمْواَلَ النَّاسِ بِالْبَـاطِلِ﴾ يأخذونها بطريق الرشوة لتغيير الأحكام والشرائع والتخفيف والمسامحة فيها ويوهمون الناس أنهم حذاق مهرة في تأويل الآية وبيان مراد الله تعالى منها.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤١٧
يقول الفقير : وهكذا يفعل المفتون الماجنون والقضاة الجائرون في هذا الزمان يفتون على مراد المستفتي طمعاً لماله ويقضون بمرجوح الأقوال بل على خلاف الشرح ويرون أن لهم في ذلك سنداً
٤١٧