قال الشيخ سعدي :(في كتاب الكلستان ار سايى را ديدم كه بركنار دريا زحم لنك داشت وبه هي دارو به نمى شد ومدتها درا رنجورى بودومدام شكر خدا مى كزاريد رسيدندش كه ه شكر كنى كفت شكر آنكه بمصيبتي كر فتارم نه بمعصيتي بلى مردان خدا مصيبت را برمعصيت اختيار كنند نه بيني كه يوسف صديق دران حالت ه كفت قال رب السجن الآية)
كرمي آزار بكشتن دهد آن يار عزيز
تانكويى كه دران دم غم جانم باشد
كويم از بنده مسكين ه كنه صادر شد
كودل آزرده شد ازمن غم آنم باشد
وإلا وإن لم تصرف عني كيدهن (واكر نكرداني از من مكر وفريب ايشانرا يعني مرا در ناه عصمت نكيري).
أصب إليهن أمل إلى جانبهن على قضية الطبيعة وحكم القوة الشهوية أي ميلاً اختيارياً قصدياً، والصبوة الميل إلى الهوى، ومنه الصبا لأن
٢٥٢
النفوس تصبو إليها لطيب نسيمها وروحها، وهذا فزع منه إلى ألطاف الله جرياً على سنن الأنبياء والصالحين في قصر نيل الخيرات والنجاة من الشرور على جناب الله، وسلب القوى والقدر عن أنفسهم ومبالغة في استدعاء لطفه في صرف كيدهن بإظهار أن لا طاقة له بالمدافعة كقول المستغيث أدركني وإلا هلكت لأنه يطلب الإجبار والإلجاء إلى العصمة والعفة وفي نفسه داعية تدعوه إلى هواهن.
وأكن من الجاهلين أي : الذين لا يعملون بما يعلمون، لأن من لم يعمل بعلمه هو والجاهل سواء أو من السفهاء بارتكاب ما يدعونني إليه لأن الحكيم لا يفعل القبيح.
وفيه دلالة بينة على أن ارتكاب الذنب والمعصية عن جهل وسفاهة وإن من زنى فقد دخل من جملة الكاذبين في الجهال.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٥٠
﴿فَاسْتَجَابَ لَه رَبُّهُ﴾ دعاءه الذي تضمنه قوله : وإلا تصرف عني كيدهن الخ فإن فيه استدعاء لصرف كيدهن والاستجابة تتعدى إلى الدعاء بنفسها نحو استجاب الله تعالى دعاءه وإلى الداعي باللام ويحذف الدعاء إذا عدى إلى الداع في الغالب فيقال استجاب له ولا يكاد يقال استجاب له دعاءه كما في بحر العلوم فصرف عنه كيدهن حسب دعائه وثبته على العصمة والعفة حتى وطن نفسه على مقاساة السجن ومحنته واختارها على اللذة المتضمنة للمعصية إنه هو السميع لدعاء المتضرعين إليه العليم بأحوالهم وما يصلحهم.
وعن الشيخ أبي بكر الدقاق قدس سره قال : بقيت بمكة عشرين سنة وكنت اشتهي اللبن فغلبتني نفسي فخرجت إلى عسفان وهو كعثمان موضع على مرحلتين من مكة، فاستضفت حياً من أحياء العرب فوقعت عيني على جارية حسناء أخذت بقلبي فقالت يا شيخ لو كنت صادقاً لذهبت عنك شهوة اللبن، فرجعت إلى مكة وطفت بالبيت، فأريت في منامي يوسف الصديق عليه السلام فقلت له : يا نبي الله أقر الله عينك بسلامتك من زليخا فقال : يا مبارك بل أقر الله عينك بسلامتك من العسفانية ثم تلا ولمن خاف مقام ربه جنتان}(الرحمن : ٤٦) وأنشدوا :
وأنت إذا أرسلت طرفك رائداً
لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر
عليه ولا عن بعضه أنت صابر
قال بعضهم : لا يمكن الخروج من النفس بالنفس وإنما يمكن الخروج عن النفس بالله.
وقال الشيخ أبو تراب النخشبي قدس سره : من شغل مشغولاً بالله عن الله أدركه المقت في الوقت فليس للعصمة شيء يعادلها.
والإشارة : أن القلب إذا لم يتابع أمر الدنيا وهوى نفسه ولم يجب إلى ما تدعوه دواعي البشرية يكون مسجوناً في سجن الشرع والعصمة من الله تعالى، والقلب وإن كان في كمالية قلب نبي من الأنبياء لو خلي وطبعه ولم يعصمه الله من مكايد الدنيا وآفات دواعي البشرية وهواجس النفس ووساوس الشيطان يميل إلى ما يدعونه إليه ويكون من جملة النفوس الظلومة الجهولة كما في "التأويلات النجمية".
قال الحافظ :
دام سخت است مكر لطف خدا يا رشود
ورنه آدم نبرد صرفه ز شيطان رجيم
نسأل الله القوة والغلبة على الأعداء الظاهرة والباطنة إنه هو المعين.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٥٣
﴿ثُمَّ بَدَا لَهُم﴾ أي ظهر للعزيز وأصحابه المتصدين للحل والعقد رأي، وثم يدل على تغير رأيهم في حقه.
من بعد ما رأوا الآيات أي : الشواهد على براءة يوسف كشهادة الصبي وقد القميص وغيرهما.
٢٥٣


الصفحة التالية
Icon