وقال الكاشفي في تفسيره :(آورده اندكه نج تن از اشراف قريش در ايذاء وآزارسيد عالم بسيار كوشيدندى وهرجاه ويرا ديدندى بفسوس واستهزاء يش آمدندى روزى آن حضرت در مسجد حرام نشسته بودبا جبرائيل اين نج تن بر آمدند وبدستور معهود سخنان كفته بطواف حرم مشغول شدند جبرائيل فرمود يا رسول الله مرا فرموده اندكه شر ايشانرا كفايت كنم س اشارت كرد بساق وليد بن مغيرة وبكف اى عاص بن وائل وبه بيني حارث بن قيس وبروي أسود ب عبد يغوث وبشم أسود بن مطلب وهو ن ازيشان دراندك زماني هلاك شدند وليد بدكان تير تراشى بكذشت ويكانى دردا من او آويخت ازروى عظمت سر زير نكردكه از جامه باز كند آن يكان ساق ويرا مجروح ساخت ورك شرياني ازان بريده كشت وبدوزخ رفت وخارى در كف اى عاصم خليده ايش ورم كردوبدان بمرد واز بيني حارث خون وقبح روان شدوجان بداد وأسود روى خودرا بخاك وخاشاك ميزد تاهلاك شد وشم أسود بن مطلب نابيناشد از غضب سربر زمين زدتاجانش بر آمد) وحينئذٍ يكون معنى كفاية هذا له عليه الصلاة والسلام أنه لم يسع ولم يتكلف في تحصيل ذلك كما في إنسان العيون وهؤلاء هم المرادون بقوله إنا كفيناك المستهزئين وإن كان المستهزئون غير منحصرين فيهم فقد جاء أن أبا جهل وأبا لهب وعقبة والحكم بن العاص ونحوهم كانوا مستهزئين برسول الله في أكثر الأوقات بكل ما أمكن لهم من طرح القذر على بابه والغمز ونحوهما.
وفي المثنوى :
آن دهان ككردواز تسخر بخواند
مر محمد را دهانش كبماند
باز آمد كاى محمد عفو كن
اي ترا الطاف وعلم من لدن
من تر افسوس مي كردم زجهل
من بدم افسوس رامنسوب واهل
ون خدا خواهدكه رده كس درد
ميلش اندر طعنه اكان برد
ورخدا خواهدكه وشد عيب كس
كم زند درعيب معيوبان نفس
وفي التأويلات إنا كفيناك المستهزئين الذين يستعملون الشريعة بالطبيعة للخليقة ويرائون أنهميعملون استهزاء بدين الله، الله يستهزىء بهم إلى قوله وما كانوا مهتدين ؛ لأنهم الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر وهو الخلق والهوى والدنيا في استعمال الشريعة بالطبيعة فسوف يعلمون حين يجازيهم الله بما يعملون لمن عملوا كما قيل :
٤٩٢
سوف ترى إذا انجلى الغبار
أفرس تحتك ام حمار
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٩٠
ولقد نعلم أنك يضيق صدرك (تنك ميشود سينه تر) بما يقولون (بآنه كافران ميكويند) من كلمات الشرك والطعن في القرآن والاستهزاء بك وبه : يعني (دشوارمى آيد ترا كفتار كفار) وادخل قد توكيداً لعلمه بما هو عليه من ضيق الصدر بما يقولون ومرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعد والوعيد لهم.
ذكر ابن الحاجب أنهم نقلوا قد إذا دخلت على المضارع من التقليل إلى التحقيق كما أن ربما في المضارع نقلت من التقليل إلى التحقيق.
فسبح بحمد ربك فافزع إليه تعالى والتجىء فيما نابك أي نزل بك من ضيق الصدر والحرج، بالتسبيح والتقديس ملتبساً بحمده.
قال الكاشفي (س تسبيح كن تسبيحي مقترن بحمد رورد كارتو يعني بكوسبحان الله والحمد ) واعلم أن سبحان الله كلمة مشتملة على سلب النقص والعيب عن ذات الله وصفاته فما كان من أسمائه سلباً فهو مندرج تحت هذه الكلمة كالقدوس وهو الطاهر من كل عيب والسلام وهو الذي سلم من كل آفة والحمدكلمة مشتملة على إثبات ضروب الكمال لذاته وصفاته تعالى فما كان من أسمائه متضمناً للإثبات كالعليم والقدير والسميع والبصير ونحوها فهو مندرج تحتها فنفينا بسبحان الله كل عيب عقلناه وكل نقص فهمناه وأثبتنا بالحمد كل كمال عرفناه وكل جلال أدركناه وكن من الساجدين أي المصلين يكفك ويكشف الغم عنك روى أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة أي لجأ.
وفي بحر العلوم وكن من الذين يكثرون السجود له لأن المراد بالساجدين الكاملون في السجود المبالغون فيه وذلك ما يكون إلا بإكثاره.
يقول الفقير : كثرة السجود في الظاهر باعثة لدوام التوجه إلى الله وهو المطلوب هذا باعتبار الابتداء وأما باعتبار الانتهاء فالذي وصل إلى دوام الحضور يجد في نفسه تطبيق حاله بالظاهر فلا يزال يسجد شكراً آناء الليل وأطراف النهار لا تعب ولا كلفة ويجد في صلاته ذوقاً لا يجده حين فراغه منها.
ليلة ذوق سجده يش خدا
خوشتر آيد ازدوصد دولت ترا
قال الكاشفي :(صاحب كشف الأسرار آورده كه ازتنكد لىء توآكاهيم وآنه بتومير سدا زغصه بيكانكان خبر داريم توبحضور دلبنماز درآى كه ميدن مشاهده است وبامشاهده دوست بار بلا كشيدن آسان باشد.
يكى از يران طريقت كفته كه درباز ار بغداد ديدم كه يكى راصد تازيانه زدند آهى نكرد ازوى رسيدم كه اي جوانمردان همه زخم خوردى ونناليدى كفت آرى شيخا معذورم داركه معشوقم در برا بر بود وميديدكه مرا براى أو ميزنند از نظاره وى بالم زحم شعور نداشتم)
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٩٣
توتيغ ميزن وبكذار تا من بيدل
نظاره كنم آن هره نكارين را
قال في شرح الحكم ما تجده القلوب من الهموم والأحزان يعني عند فقدان مرادها وتشويش معتادها فلأجل ما منعت من وجود العيان إذ لو عاينت جمال الفاعل جمل عليها ألم البعد كما اتفق في قصة النسوة اللاتي قطعن أيديهن ويحكى أن شاباً ضرب تسعة وتسعين سوطاً ما صاح ولا استغاث ولا تأوه فلما ضرب الواحدة التي كملت بها المائة صاح واستغاث فتبعه الشبلي
٤٩٣
قدس سره فسأله عن أمره فقال إن العين التي ضربت من أجلها كانت تنظر إلى في التسعة والتسعين وفي الواحدة حجبت عني وقد قال الشبلي من عرف الله لا يكون عليه غم أبداً.
واعبد ربك دم على ما أنت عليه من عبادته تعالى حتى يأتيك اليقين أي : الموت فإنه متيقن اللحوق بكل حي مخلوق ويزول بنزوله كل شك وإسناد الإتيان إليه للإيذان بأنه متوجه إلى الحي طالب للوصول إليه.
والمعنى دم على العبادة ما دمت حياً من غير اخلال بها لحظة كقوله : وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً}(مريم : ٣١) ووقت العبادة بالموت لئلا يتوهم أن لها نهاية دون الموت فإذا مات انقطع عنه عمله وبقى ثوابه، وهذا بالنسبة إلى مرتبة الشريعة.
وأما الحقيقة فباقية في كل موطن إذ هي حال القلب والقلب من الملكوت ولا يعرض الفناء والانقطاع لأحوال الملكوت نسأل الله الوصول إليه والاعتماد في كل شيء عليه، وفي الحديث :"ما أوحي إلي أن أجمع المال وأكن من التاجرين ولكن أوحى إليّ أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين".
وفي "التأويلات النجمية"﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ﴾ إنك يضيق صدرك من ضيق البشرية وغاية الشفقة وكمال الغيرة بما يقولون من أقوال الأخيار ويعملون عمل الأشرار فسبح بحمد ربك أنك لست منهم وكن من الساجدينسجدة الشكر واعبد ربك بالإخلاص حتى يأتيك اليقين أي إلى الأبد وذلك أن حقيقة اليقين المعرفة ولا نهاية لمقامات المعرفة فكما أن الواصل إلى مقام من مقامات المعرفة يأتيه يقين بذلك المقام في المعرفة كذلك يأتيه شك بمعرفة مقام آخر في المعرفة فيحتاج إلى يقين آخر في إزالة هذا الشك إلى ما لا يتناهى فثبت أن اليقين ههنا إشارة إلى الأبد انتهى كلامه.
قال في العوارف منازل طريق الوصول لا تقطع أبد الآباد في عمر الآخرة الأبدي فكيف في العمر القصير الدنيوي.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٩٣
اي برادر بي نهايت در كهيست
هر كاكه ميرسى بالله مائست
قيل : اليقين اسم ورسم وعلم وعين وحق فالاسم والرسم للعوام والعلم علم اليقين للأولياء وعين اليقين لخواص الأولياء وحق اليقين للأنبياء وحقيقة حق اليقين اختص بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
٤٩٤
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٩٣


الصفحة التالية
Icon