وإلى السموات السبع في سبع خطوات لأن بصر من يكون في السماء يقع على السماء التي فوقها وبه يرد على من استبعد من المتكلمين إحضار عرش بلقيس في لحظة واحدة.
وقال في "الربيع" : الأبرار خد البراق كخد الإنسان وقوائمها كقوائم البعير وعرفها كعرف الفرس وعليها سرج من لؤلؤة بيضاء وركابان من زبرجد أخضر وعليه لجام من ياقوت أحمر يتلألأ نوراً.
قال في "إنسان العيون" : لا ذكر ولا أنثى ومن لا يوصف بوصف المذكر والمؤنث فهو حقيقة ثالثة ويكون خارجاً من قوله تعالى :﴿وَمِن كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ كما خرجت الملائكة من ذلك فإنهم ليسوا ذكوراً ولا إناثاً.
قال عليه السلام :"فما رأيت دابة أحسن منها وإني لمشتاق إليها من حسنها فقلت : يا جبريل ما هذه الدابة؟ فقال : هذا البراق فاركب عليه حتى تمضي إلى دعوة ربك فأخذ جبريل بلجامها وميكائيل بركابها وإسرافيل من خلفها فقصدت إلى أن أركبها فجمحت الدابة وأبت فوضع جبريل يده على وركها وقال لها : أما تستحيين مما فعلت فوالله ما ركبك أحد أكرم على الله من محمد فرشحت عرقاً من الحياء".
قال ابن دحية : لم يركب البراق أحد قبله عليه السلام ووافقه الإمام النووي فقول جبريل ما ركبك لا ينافيه لأن السالبة تصدق بنفي الموضوع.
فقالت : يا جبريل لم استصعب منه إلا ليضمن أن يشفع لي يوم القيامة لأنه أكرم الخلائق على الله فضمن لها ذلك.
قالوا : الورد الأبيض خلق من عرق جبريل والأصفر من عرق البراق.
وعن أنس رضي الله عنه رفعه "لما عرج بي إلى السماء بكت الأرض من بعدي فنبت الأصفر من نباتها فلما رجعت قطر عرقي على الأرض فنبت ورد أحمر ألا من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الأحمر".
قال أبو الفرج النهرواني : هذا الخبر يسير من كثير مما أكرم الله تعالى به نبيه عليه السلام ودل على فضله ورفيع منزلته كما في "المقاصد الحسنة".
يقول الفقير : هذا لا يستلزم أن لا يكون قبل هذا ورد أحمر وأبيض وأصفر إذ ذلك من باب الكرامة ونظير ذلك أن حواء عليها السلام حين أهبطت إلى الأرض بكت فما وقع من قطرات دموعها في البحر صار لؤلؤاً وهذا لا يستلزم أن لا يكون قبل هذا در في البحر وقس عليه الملح فإن إبراهيم عليه السلام أتى بكف من كافور الجنة فذراه فحيثما وقع ذرة منه في أطراف العالم انقلب مملحة وكان قبل هذا ملح لكن لا بهذه المثابة.
قال عليه السلام :"فركبتها" :
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٠٢
ازان دولت سرا ون خواجه دين
خرامان شد بعزم خانه زين
شد از سبوحيان كردون صداده
كه سبحان الذي أسرى بعبده
واختلفوا هل ركبها جبريل معه.
قال صاحب المنتقى : الظاهر عندي أنه لم يركب لأنه عليه السلام مخصوص بشرف الإسراء فانطلق البراق يهوي به يضع حافره حيث أدرك طرفه حتى بلغ أرضاً فقال له جبريل : انزل فصل ههنا ففعل ثم ركب فقال له جبريل : أتدري أين صليت؟ قال :"لا" قال : صليت بمدين وهي قرية تلقاء غزة عند شجرة موسى سميت باسم مدين بن موسى لما نزلها فانطلق البراق يهوي به فقال له جبريل : انزل فصل ففعل ثم ركب فقال له : أتدري أين صليت؟ قال :"لا" قال : صليت ببيت لحم وهي قرية تلقاء بيت المقدس حيث ولد عيسى عليه السلام وبينا هو صلى الله عليه وسلّم على البراق إذ رأى عفريتاً من الجن يطلبه بشعلة من نار
١٠٨
كلما التفت رآه فقال له جبريل : ألا أعلمك كلمات تقولهن إذا أنت قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه؟ فقال عليه السلام :"بلى" فقال جبريل : قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن فقال عليه السلام :"ذلك" فانكب لفيه وطفئت شعلته.
ورآى صلى الله عليه وسلّم حال المجاهدين في سبيل الله أي : كشف له عن حالهم في دار الجزاء بضرب مثال.
فرأى قوماً يزرعون ويحصدون من ساعته وكلما حصدوا عاد كما كان فقال :"يا جبرائيل ما هذا؟" قال : هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من خير فهو يخلفه والمراد تكرير الجزاء لهم.
ونادى مناد عن يمينه يا محمد انظرني أسألك فلم يجبه فقال :"ما هذا يا جبريل؟" فقال : هذا داعي اليهود أما أنك لو أجبته لتهودت أمتك أي : لتمسكوا بالتوراة والمراد غالب الأمة.
ونادى مناد عن يساره كذلك فلم يجبه فقال :"ما هذا يا جبريل؟" فقال : هذا داعي النصارى أما أنك لو أجبته لتنصرت أمتك أي : لتمسكوا بالإنجيل.
وكشف له عليه السلام عن حال الدنيا بضرب مثال فرأى امرأة حاسرة عن ذراعيها لأن ذلك شأن المقتنص لغيره وعليها من كل زينة خلقها الله تعالى ومعلوم أن النوع الواحد من الزينة يجلب القلوب إليه فكيف بوجود سائر أنواع الزينة، قال الحافظ :
خوش عروسيست جهان ازسر صورت ليكن
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٠٢
هركه يوست بدو عمر خودش كابين داد
وقال :