ـ روي ـ أن أول من صلى الفجر آدم عليه السلام حين أهبط إلى الأرض من الجنة وأظلمت عليه الدنيا وجنّ الليل ولم يكن يرى قبل ذلك فخاف خوفاً شديداً فلما انشق
١٢٨
الفجر صلى ركعتين شكراًتعالى لحصول النجاة من ظلمة الليل ولرجوع النهار أو لما تيب عليه كان ذلك عند الفجر فصلى ركعتين شكراً لحصول التوبة وزوال المخالفة وطلوع النور التوفيق وغروب ظلمة المخالفة.
وأول من صلى بعد الزوال إبراهيم عليه السلام حين فدى ابنه عند الظهر صلى أربعاً شكراً لذهاب غم الولد ولنزول الفداء ولرضى الله حين نودي قد صدقت الرؤيا ولصبر ولده على أذى الذبح ومشقته.
وأول من صلى العصر يونس عليه السلام حين أنجاه من ظلمات أربع : الزلزلة، والليل، والماء، وبطن الحوت.
وأول من صلى المغرب عيسى عليه السلام فالركعة الأولى لنفي الألوهية عن نفسه والثانية لنفيها عن والدته والثالثة لإثباتهاتعالى وقيل : غفر لداود عليه السلام عند الغروب فقام يصلي أربع ركعات فجهد أي تعب فجلس في الثالثة أي سلم فيها فصارت المغرب ثلاثاً.
وأول من صلى العشاء موسى عليه السلام حين خرج من مدين وضل الطريق وكان في غم المرأة وغم أخيه هارون وغم فرعون عدوه وغم أولاده فلما أنجاه الله من ذلك كله صلى أربعاً.
وأول من صلى الوتر نبينا عليه الصلاة والسلام.
قال في "تفسير التيسير" أم رسول الله ملائكة السموات في الوتر فكان إمام الأنبياء في بيت المقدس وإمام الملائكة عند سدرة المنتهى فظهر ذلك فضله على أهل الأرض والسماء انتهى.
قال في "التقدمة شرح المقدمة" قيل لما قام إلى الثالثة رأى والديه في النار ففزع وانحل يداه ثم كبر وقنت واستغاث بالله من النار وأهلها وأتمها على ثلاث ركعات فصارت وتراً.
قيل : فرضت الصلوات الخمس في المعراج ركعتين ركعتين حتى المغرب ثم زيد في صلاة الحضر فأكملها أربعاً في الظهر أي في غير يوم الجمعة وأربعاً في العصر وثلاثاً في المغرب وأربعاً في العشاء وأقرت صلاة الصبح على ركعتين فعن عائشة رضي الله عنها فرضت صلاة الحضر والسفر ركعتان أي في الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء فلما أقام رسول الله أي بعد شهر وقيل : وعشرة أيام من الهجرة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان وتركت صلاة الفجر أي لم يزد عليها شيء لطول القراءة فيها وتركت صلاة المغرب فلم يزد عليها إلا ركعة فصارت ثلاثاً وقيل : فرضت الخمس في المعراج أربعاً إلا المغرب ففرضت ثلاثاً وإلا الصبح ففرضت ركعتين وإلا صلاة الجمعة ففرضت ركعتين ثم قصرت الأربع في السفر أي في السنة الرابعة من الهجرة وهو المناسب لقوله تعالى :
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٠٢
﴿فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلواةِ﴾ (النساء : ١٠١).
قال بعضهم والحكمة في جعل الصلاة في اليوم والليلة خمساً أن الحواس لما كانت خمساً والمعاصي تقع بوساطتها كانت كذلك لتكون ماحية لما يقع في اليوم والليلة من المعاصي أي بسبب تلك الحواس وقد أشار إلى ذلك النبي عليه السلام بقوله :"أرأيتم لو كان بباب أحدكم نهر يغتسل منه في اليوم والليلة خمس مرات أكان ذلك يبقى من درنه شيئاً" قالوا لا يا رسول الله قال :"فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا".
وقال بعضهم : جعلها خمس صلوات إظهاراً لسر التضعيف قال تعالى :﴿مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَه عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ (الأنعام : ١٦٠) فالخمس عشر مرات خمسون وهي العدد الذي فرض ليلة المعراج قبل التخفيف.
وقيل لأن الكعبة بنيت من خمسة جبال طورسينا وطورزيتا والجودى
١٢٩