قال في "ترجمة الفتوحات" :(نبايد كه أهل ذمت ترابشرك خود فريب دهندكه نزد حق تعالى هلاك تو در آنست شسخ أكبر قدس سره الاطهر ميفر ما يدكه در دمشق اينمعنى مشاهده كردم كه زنان ومردان بانصارى مسامحت ميكنند وصغار واطفال خودرا بكنايس مى برند وازآب معموديه برسبيل تبرك برايشان مى افشا نند واينها قرين كفراست يا خود نفس كفراست وآنرا هي مسلماني نسندد) وفي "قاضي خان" : رجل اشترى يوم النيروز شيئاً لم يشتره في غير ذلك اليوم إن أراد به تعظيم ذلك اليوم كما عظمه الكفرة يكون كفراً وإن فعل ذلك لأجل الشرب والتنعم يوم النيروز لا يكون كفراً انتهى والمراد نيروز النصارى لا نيروز العجم كما هو الظاهر من كلامه.
وقال بعضهم : يدخل في مجلس الزور اللعب واللهو والكذب والنوح والغناء بالباطل.
روي : عن محمد بن المنكدر قال : بلغني أن الله تعالى يقول يوم القيامة : أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان؟ أدخلوهم رياض المسك ثم يقول للملائكة : أسمعوا عبادي تحميدي وثنائي وتمجيدي وأخبروهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون كذا في "كشف الأسرار".
ومن سنن الصوم أن يصوم الصائم لسانه عن الكذب والغيبة وفضول الكلام والسب والنميمة والمزاح والمدح والغناء والشعر والمراد بالغناء التغني بالباطل وهو الذي يحرك من القلب ما هو مراد الشيطان من الشهوة ومحبة المخلوقين وأما ما يحرك الشوق إلى الله فمن التغني بالحق كما في "الإحياء".
واختلف في القراءة بالألحان فكرهها مالك والجمهور لخروجها عما جاء القرآن له من الخشوع والتفهم ولذا قال في "قاضي خان" : لا ينبغي أن يقدم في التروايح "الخوشخوان" بل يقدم "الدرستخوان" فإن الإمام إذا كان حسن الصوت يشغل عن الخشوع والتدبير والتفكر انتهى.
وأباحها أبو حنيفة وجماعة من السلف للأحاديث لأن ذلك سبب للرقة وإثارة الخشية كما في "فتح القريب".
قال في "أصول الحديث" : إذا جلس الشيخ من أهل الحديث مجلس التحديث يفتتح بعد قراءة قارىء حسن الصوت شيئاً من القرآن انتهى وإنما استحب تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها
٢٥٠
ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط فإن أفرط زاد حرفاً أو أخفى حرفاً فهو حرام كما في "أبكار الأفكار".
قال الشيخ سعدي.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٤٨
به ازروى زيباست أواز خوش
كه اين حظ نفسست وآن قوت روح
ورأى عليه السلام ليلة المعراج ملكاً لم ير قبله مثله وكان إذا سبح اهتز العرش لحسن صوته وكان بين يديه صندوقان عظيمان من نور فيهما براءة الصائمين من عذاب النار وتفصيله في "مجالس النفائس" لحضرة الهدائي قدس سره.
وقال سهل قدس سره : المراد بالزور مجالس المبتدعين.
قال أبو عثمان قدس سره : مجالس المدعين وكذا كل مشهد ليس لك فيه زيادة في دينك بل تنزل وفساد ﴿وَإِذَا مَرُّوا﴾ على طريق الاتفاق ﴿بِاللَّغْوِ﴾ أي ما يجب أن يلغى ويطرح مما لا خير فيه.
وبالفارسية (بيزى ناسنديده) وقال في "فتح الرحمن" : يشمل المعاصي كلها وكل سقط من فعل أو قول.
وقال الراغب : اللغو من الكلام ما لا يعتد به هو يعد ذلاقة روية وفكر فيجرى مجرى اللغا وهو صوت العصافير ونحوها من الطيور.
﴿مَرُّوا﴾ حال كونهم ﴿كِرَامًا﴾ جمع كريم يقال : تكرم فلان عما يشينه إذا تنزه وأكرم نفسه عنه.
قال الراغب : الكرم إذا وصف الله به فهو اسم لإحسانه وإنعامه المتظاهر وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه ولا يقال : هو كريم حتى يظهر ذلك منه.
والمعنى معرضين عنه مكرمين أنفسهم عن الوقوف عليه والخوض فيه ومن ذلك الإغضاء عن الفواحش والصفح عن الذنوب والكناية عما يستهجن الصريح به.
قال في "كشف الأسرار" : قيل : إذا أرادوا ذكر النكاح وذكر الفروج كنوا عنه فالكرم ههنا هو الكناية والتعريض وقوله عز وجل :﴿كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ﴾ (المائدة : ٧٥) كناية عن البول والخلاء وقد كنى الله عز وجل في القرآن عن الجماع بلفظ الغشيان والنكاح والسر والإتيان والإفضاء واللمس والمس والدخول والمباشرة والمقاربة في قوله :﴿وَلا تَقْرَبُوهُنَّ﴾ (البقرة : ٢٢٢) والطمث في قوله :﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ (الرحمن : ٥٦) وهذا باب واسع في العربية.
قال الإمام الغزالي : أما حد الفحش وحقيقته فهو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة وأكثر ذلك يجري في ألفاظ الوقاع وما يتعلق به وأهل الصلاح يتحاشون من التعرض لها بل يكنون عنها ويدلون عليها بالرموز وبذكر ما يقاربها ويتعلق بها مثلاً يكنون عن الجماع بالمس والدخول والصحبة وعن التبول بقضاء الحاجة وأيضاً لا يقولون : قالت زوجتك كذا بل يقال : قيل في الحجرة أو قيل من وراء السترة أو قالت أم الأولاد كذا وأيضاً يقال لمن به عيب يستحيي منة كالبرحة والقرع والبواسير العارض الذي يشكوه وما يجري مجراه وبالجملة كل ما يخفى ويستحى منه فلا ينبغي أن يذكر ألفاظه الصريحة فإنه فحش والفاحش يحشر يوم القيامة في صورة الكلب.


الصفحة التالية
Icon