في الجاهلية بل زينب بنت جحش التي كانت تعمل بيدها وتتصدق على الفقراء والمساكين فسميت به لسخاوتها ويدل عليه قوله عليه السلام خطاباً لأزواجه "أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً" أي : أول من يموت منكن بعد موتي من كانت أسخى وهي زينب بنت جحش بالاتفاق ماتت في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه كما سبق.
وأما زينب بنت خزيمة فإنها ماتت في حياته عليه السلام كما قال الكاشفي :(اكر واهبه زينب بوده باشدكه اشهرست وواقع است در رمضان المبارك سال سوم ازهجرت وهشت ماه درحرم محترم آن حضرت بود ودر ربيع الآخر درسال هارم وفات كرد).
وقال علي بن الحسين والضحاك ومقاتل هي أم شريك كزبير بنت جابر من بني أسد واسمها غزية فالأكثرون على أنه لم يقبلها وقيل بل قبلها ثم طلقها قبل أن يدخل بها.
وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة فأسلمت ثم جعلت تدخل على نساء قريش سراً فتدعوهن للإسلام وترغبهن فيه حتى ظهر أمرها لأهل مكة فأخذوها وقالوا : لولا قومك لفعلنا بك ما فعلنا ولكنا نسيرك إليهم قالت : فحملوني على بعير ليس تحتي شيء ثم تركوني ثلاثاً لا يطعمونني ولا يسقونني وكانوا إذا نزلوا منزلاً أوقفوني في الشمس واستظلوا فبينما هم قد نزلوا منزلاً وأوقفوني في الشمس إذا أنا بأبرد شيء على صدري فتناولته فإذا هو دلو من ماء فشربت منه قليلاً ثم نزع مني ورفع ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم رفع ثم عاد مراراً ثم رفع مراراً فشربت منه حتى رويت ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء على ثيابي فقالوا : انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه فقلت : لا والله ولكنه كان من الأمر كذا وكذا فقالوا : إن كنت صادقة لدينك خير من ديننا فلما نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها فأسلموا عند ذلك وأقبلت إلى النبي عليه السلام فوهبت نفسها له بغير مهر فقبلها ودخل عليها.
وفي ذلك أن من صدق في حسن الاعتماد على الله وقطع طمعه عما سواه جاءته الفتوحات من الغيب.
هركه باشد اعتمادش بر خدا
آمد از غيب خدايش صد غذا
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
وقال عروة بن الزبير : هي أي : الواهبة نفسها خولة بنت حكيم من بني سليم وكانت من المهاجرات الأول فأرجأها فتزوجها عثمان بن مظعون رضي الله عنه قالت عائشة رضي الله عنها : كانت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله فدل أنهن كن غير واحدة.
وجملة من خطبه عليه السلام من النساء ثلاثون امرأة منهن من لم يعقد عليه وهذا القسم منه من دخل به ومنه من لم يدخل به ومنهن من عقد عليه وهذا القسم أيضاً منه من دخل به ومنه من لم يدخل به.
وفي لفظ جملة من دخل عليه ثلاث وعشرون امرأة والذي دخل به منهن اثنتا عشرة.
وقال أبو الليث في "البستان" جميع ما تزوج من النساء أربع عشرة نسوة : خديجة ثم سودة
٢٠٦
ثم عائشة ثم حفصة ثم أم سلمة ثم أم حبيبة ثم جويرية ثم صفية ثم زينب ثم ميمونة ثم زينب ثم بنت خزيمة ثم امرأة من بني هلال وهي التي وهبت نفسها للنبي عليه السلام ثم امرأة من كندة وهي التي استعاذت منه فطلقها ثم امرأة من بني كليب.
قال في "إنسان العيون" : لا يخفى أن أزواجه عليه السلام المدخول بهن اثنتا عشرة امرأة : خديجة ثم سودة ثم عائشة ثم حفصة ثم زينب بنت خزيمة ثم أم سلمة ثم زينب بنت جحش ثم جويرية ثم ريحانة ثم أم حبيبة ثم صفية ثم ميمونة على هذا الترتيب في التزوج.
ومن جملة التي لم يدخل بهن عليه السلام التي ماتت من الفرح لما علمت أنه عليه السلام تزوج بها غراء أخت دحية الكلبي.
ومن جملتهن سودة القريشية التي خطبها عليه السلام فاعتذرت ببنيها وكانوا خمسة أو ستة فقال لها خيراً.
ومن جملتهن التي تعوذت منه عليه السلام وهي أسماء بنت معاذ الكندية قلن لها : إن أردت أن تحظي عنده فتعوذي بالله منه فلما دخل عليها رسول الله قالت : أعوذ بالله منك ظنت أن هذا القول كان من الأدب فقال عليه السلام :"عذت بمعاذ عظيم إلحقي بأهلك" ومتعها ثلاثة أثواب.
ومن جملتهن التي اختارت الدنيا حين نزلت آية التخيير وهي فاطمة بنت الضحك وكانت تقول : أنا الشقية اخترت الدنيا.
ومن جملتهن قتيلة على صيغة التصغير زوجه إياها أخوها وهي بحضرموت ومات عليه السلام قبل قدونها عليه وأوصى بأن تخير فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وكانت من أمهات المؤمنين وإن شاءت الفراق فتنكح من شاءت فاختارت الفراق فتزوجها عكرمة ابن أبي جهل بحضرموت.
وفي الحديث :"ما تزوجت شيئاً من نسائي ولا زوجت شيئاً من بناتي إلا بوحي" جاءني جبريل عليه السلام من ربي عز وجل.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١


الصفحة التالية
Icon