وفي الحديث القدسي :"لو لم تذنبوا لذهبت بكم وخلقت خلقاً يذنبون ويستغفرون فأغفر لهم" وفي الحديث النبوي :"لو لم تذنبوا لخشيت عليكم أشد من الذنب ألا وهو العجب" ولهذه الحكمة خلق الله آدم بيديه أي : بصفاته الجلالية والجمالية فظهر من صفة الجلال قابيل والمخالفة ومن صفة الجمال هابيل والموافقة وهكذا يظهر إلى يوم قيام الساعة وليس الحديثان المذكوران واردين على سبيل الحث على الذنب فإن قضية البعثة إصلاح العالم وهو لا يوجد إلا بترك الكفر والشرك والمعاصي ولكن على سبيل الحث على التوبة والاستغفار.
إبراهيم أدهم قدس سره (كفت فرصت مى جستم تا كعبه را خالى يابم ازطواف وحاجتى خواهم هيج فرصتى نيافتم تا شبى باران عظيم بود كعبه خالى ماند طواف كردم ودست در حلقه زدم وعصمت خواستم ندا آمدكه يزى مى خواهى كه كسى را نداده ام اكر من عصمت دهم آنكاه درياى غفارى وغفورى ورحمانى ورحيمى من كجا شود س كفتم "اللهم اغفر لي ذنوبي" آوازى شنودم كه از همه جهان با ما سخن كوى واز خود مكوى كه سخن تو ديكران كويند ودر مناجات كفت يا رب العزة مرا ازذل معصيت باعز طاعت آور وديكر كفت الهى آه "من عرفك لم يعرفك فكيف حال من لم يعرفك" آه آنكه ترا مى داند ترا نمى داند س كونه باشد حال كسى كه ترانميداند ابراهيم كفت انزده سال مشقت كشيدم تانداى شنودم كه) كن عبداً فاسترح يعني : ليست الراحة إلا في العبودية للمولى والإعراض عن الهوى من الأدنى والأعلى فلا راحة لعبد الدنيا وما دون المولى لا في الأولى ولا في العقبى فإذا وقع تقصير أو سهو أو نسيان فالله تعالى يحكم اسميه الغفور الرحيم بمحوه ويعرض عنه ولا يثبته في صحيفة ولا يناقش عليه ولا يعذب به بل من العصاة من يبدل الله سيآتهم حسنات هذا.
قال أبيّ بن كعب رحمه الله : كانت سورة الأحزاب تقارب سورة البقرة أو أطول منها وكان فيها آية الرجم وهي :"إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله العزيز الحكيم" ثم رفع أكثرها من الصدور ونسخ وبقي ما بقي وفي الحديث :"من قرأ سورة الأحزاب وعلمها أهله وما ملكت يمينه أعطى الأمان من عذاب القبر"
٢٥٧
اللهم اختم لنا بالخير واعصمنا من كل سوء وضير وآمنا من البلايا وفتنة القبر ومحاسبة الحشر تمت سورة الأحزاب بعون الله الوهاب يوم الأحد الثامن عشر من شهر الله المحرم سنة عشر ومائة وألف.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
طبقة منها : تكون الملائكة وغيرهم ممن لم يحملها فلا يكون لهم في ذلك ثواب ولا عقاب.
وطبقة منها : من يحملها ولم يؤد حقها وقد خان فيها وهم المنافقون والمنافقات والمشركون والمشركات الذين حملوها بالظلومية على أنفسهم وضيعوها بجهولية قدرها فما رعوها حق رعايتها فحاصل أمرهم العذاب المؤبد.
وطبقة منها : من يحملها ويؤدي حقها ولم يخن فيها ولكن لثقل الحمل وضعف الإنسانية يتلعثم في بعض الأوقات فيرجع إلى الحضرة بالتضرع والابتهال معترفاً بالذنوب وهم المؤمنون والمؤمنات فيتوب الله عليهم لقوله :﴿وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ والحكمة في ذلك ليكون كل طبقة من الطبقات الثلاث مرآة يظهر فيها جمال
٢٥٦
صفة من صفاته.
فالطبقة الأولى : إذا لم يحملوا الأمانة وتركوا نفعها لضرها فهم مرآة جمال صفة عدله.
والطبقة الثانية : إذ حملوها طمعاً في نفعها ولم يؤدوا حقها وقد خانوا فيها بأن باعوها بعوض من الدنيا الفانية فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين فهم مرآة يظهر فيها جمال صفة قهره.
والطبقة الثالثة : إذ حملوها بالطوع والرغبة والشوق والمحبة وأدوا حقها بقدر وسعهم ولكن كما قيل لكل جواد كبوة وقع في بعض الأوقات قدم صدقهم عند ربهم في حجر بلاء وابتلاء بغير اختيارهم ثم اجتباهم ربهم فتاب عليهم وهداهم بجذبات العناية إلى الحضرة فهم مرآة يظهر فيها جمال فضله ولطفه وذلك قوله تعالى :﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ للمؤمنين بفضله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء انتهى.
قال بعض العارفين : الحكمة الإلهية اقتضت ظهور المخالفة من الإنسان ليظهر منه الرحمة والغفران، قال الحافظ :
سهو وخطاى بنده كرش نيست اعتبار
معنى عفو ورحمت آمرزكار يست
وفي الحديث القدسي :"لو لم تذنبوا لذهبت بكم وخلقت خلقاً يذنبون ويستغفرون فأغفر لهم" وفي الحديث النبوي :"لو لم تذنبوا لخشيت عليكم أشد من الذنب ألا وهو العجب" ولهذه الحكمة خلق الله آدم بيديه أي : بصفاته الجلالية والجمالية فظهر من صفة الجلال قابيل والمخالفة ومن صفة الجمال هابيل والموافقة وهكذا يظهر إلى يوم قيام الساعة وليس الحديثان المذكوران واردين على سبيل الحث على الذنب فإن قضية البعثة إصلاح العالم وهو لا يوجد إلا بترك الكفر والشرك والمعاصي ولكن على سبيل الحث على التوبة والاستغفار.
إبراهيم أدهم قدس سره (كفت فرصت مى جستم تا كعبه را خالى يابم ازطواف وحاجتى خواهم هيج فرصتى نيافتم تا شبى باران عظيم بود كعبه خالى ماند طواف كردم ودست در حلقه زدم وعصمت خواستم ندا آمدكه يزى مى خواهى كه كسى را نداده ام اكر من عصمت دهم آنكاه درياى غفارى وغفورى ورحمانى ورحيمى من كجا شود س كفتم "اللهم اغفر لي ذنوبي" آوازى شنودم كه از همه جهان با ما سخن كوى واز خود مكوى كه سخن تو ديكران كويند ودر مناجات كفت يا رب العزة مرا ازذل معصيت باعز طاعت آور وديكر كفت الهى آه "من عرفك لم يعرفك فكيف حال من لم يعرفك" آه آنكه ترا مى داند ترا نمى داند س كونه باشد حال كسى كه ترانميداند ابراهيم كفت انزده سال مشقت كشيدم تانداى شنودم كه) كن عبداً فاسترح يعني : ليست الراحة إلا في العبودية للمولى والإعراض عن الهوى من الأدنى والأعلى فلا راحة لعبد الدنيا وما دون المولى لا في الأولى ولا في العقبى فإذا وقع تقصير أو سهو أو نسيان فالله تعالى يحكم اسميه الغفور الرحيم بمحوه ويعرض عنه ولا يثبته في صحيفة ولا يناقش عليه ولا يعذب به بل من العصاة من يبدل الله سيآتهم حسنات هذا.
قال أبيّ بن كعب رحمه الله : كانت سورة الأحزاب تقارب سورة البقرة أو أطول منها وكان فيها آية الرجم وهي :"إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله العزيز الحكيم" ثم رفع أكثرها من الصدور ونسخ وبقي ما بقي وفي الحديث :"من قرأ سورة الأحزاب وعلمها أهله وما ملكت يمينه أعطى الأمان من عذاب القبر"
٢٥٧
اللهم اختم لنا بالخير واعصمنا من كل سوء وضير وآمنا من البلايا وفتنة القبر ومحاسبة الحشر تمت سورة الأحزاب بعون الله الوهاب يوم الأحد الثامن عشر من شهر الله المحرم سنة عشر ومائة وألف.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١


الصفحة التالية
Icon